عون يستذكر “الزعيم الكبير”: نتعلم من تلك الدماء والأيام
عون يستذكر “الزعيم الكبير”: نتعلم من تلك الدماء والأيام
في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط، استذكر رئيس الجمهورية جوزاف عون الزعيم الراحل بكلمات عبّرت عن دوره الوطني والفكري، قائلاً: “نستذكر اليوم رحيل كمال جنبلاط، زعيماً كبيراً في لبنان، ومناضلاً مؤمناً بحق فلسطين، ومفكراً مشعاً على المنطقة والعالم، وشهيداً في سبيل الحرية والتحرر من ذلك ‘السجن الكبير'”.
وأضاف الرئيس عون: “نستذكر معه، كما قال اليوم بالذات نجله الزعيم وليد جنبلاط، ‘الشهداء الأبرياء من أبناء المنطقة وخارجها، الذين سقطوا ظلماً وغدراً’، إثر تلك الجريمة البشعة التي شكّلت محطة دامية في تاريخ لبنان السياسي”.
وأكد عون أن “من تلك الدماء والأيام، نتعلم أن لبنان، الدولة الجامعة، المنبثقة من إراداتنا الموحدة، هو حمايتنا الأكيدة والوحيدة”، مشدداً على أن التجارب أثبتت أن الانقسام والاحتراب الداخلي لم يؤدِّيا إلا إلى المزيد من المآسي، فيما يبقى الحل في التمسك بالدولة ومؤسساتها الشرعية.
يُذكر أن كمال جنبلاط، الذي اغتيل في 16 آذار 1977، كان أحد أبرز الزعامات السياسية والفكرية في لبنان، وترك بصمات لا تُمحى على الحياة السياسية، سواء من خلال قيادته الحزب التقدمي الاشتراكي، أو عبر دوره في الحركة الوطنية اللبنانية. كما كان من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية وحقوق الشعوب في التحرر والاستقلال، وظلّ حتى لحظة استشهاده منادياً ببناء دولة مدنية ديمقراطية، قائمة على العدالة والمساواة.
وفي الذكرى الثامنة والأربعين لاستشهاد “المعلم”، توافد عدد كبير من المواطنين إلى بلدة المختارة صباح اليوم الأحد، لإحياء هذه المناسبة التي ينظمها الحزب التقدمي الاشتراكي أمام قصر المختارة. واحتشد المشاركون في المكان تكريماً لذكرى شهيد الفكر والنضال كمال جنبلاط، الذي استشهد في 16 آذار 1977.
وفي خطابٍ له خلال المناسبة، أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط على أهمية هذه الذكرى التي تجسد قوة الإرادة في مواجهة التحديات والتضحيات.
وقال جنبلاط: “طوال 48 عامًا، كنا نجتمع في 16 آذار نتلو الفاتحة ونضع زهرة حمراء على ضريح كمال جنبلاط، وكانت هذه المناسبة فرصة للاستمرار في التحدي والمواجهة وللتذكير بالبقاء، نستمد منها إرادة الصمود والحياة.”
وأضاف جنبلاط قائلاً: “طوال 48 عامًا، كنا نقف إجلالاً لدماء الشهداء الذين سقطوا غدرًا في ذلك اليوم المشؤوم.”
كما أشار جنبلاط إلى تطور الأحداث في سوريا، مشدداً على أن “إذا أشرقت على سوريا شمس الحرية وسقط نظام القهر والاستبداد بعد نحو 54 عامًا، وتحرر الشعب السوري، حيث أن الحكم الجديد بقيادة أحمد الشرع اعتقل المسؤول عن اغتيال كمال جنبلاط، إبراهيم حويجة”، معلنًا “ختم هذا التقليد كون عدالة التاريخ أخذت مجراها ولو بعد حين.”