لوقف الفوضى في سوريا… “إيران تُحمّل المسؤولية للشرع”!
لوقف الفوضى في سوريا… “إيران تُحمّل المسؤولية للشرع”!
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال لقاء مع نظيره التركي هاكان فيدان، مسؤولية الحكام السوريين الجدد في حماية أمن وأرواح جميع فئات وشرائح الشعب السوري، وذلك على خلفية التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل السوري. جاء تصريح عراقجي في إطار الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جدة، أمس الجمعة.
وشدد عراقجي على أن انعدام الأمن والاستقرار في سوريا لا يخدم سوى إسرائيل، محذرًا من أن هذا الوضع سيستغله الإرهابيون والعناصر المتطرفة في المنطقة لتعزيز أجنداتهم.
وفي أول تعليق لها على الأوضاع المتأزمة في الساحل السوري، حملت الخارجية التركية “فلول النظام المخلوع” مسؤولية إراقة الدماء في المنطقة، مشيرة إلى أن استهداف هذه الفئات لقوى الأمن العام في اللاذقية ومحيطها في هذه المرحلة الحساسة قد يلحق الأذى بمساعي إرساء الوحدة الوطنية في سوريا. ودعت تركيا إلى عدم السماح لمثل هذه الاستفزازات أن تشكل تهديدًا للسلام في سوريا والمنطقة بشكل عام.
من جهته، صرح الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع أمس الجمعة، بأن “فلول النظام الساقط” سعت إلى “اختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها”، مؤكدًا على أن سوريا “موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها”. وأكد على أن الدولة السورية لن تسمح لأي طرف بممارسة أعمال تقوض استقرار البلاد.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الساحل السوري يومين داميين، حيث أعلنت قوات الأمن السورية عن خوض اشتباكات مع مجموعات مسلحة قالت إنها “من فلول النظام السابق”. ووفقًا للمصادر السورية لحقوق الإنسان، فإن حصيلة الاشتباكات أسفرت عن مقتل 93 من عناصر وزارتي الداخلية والدفاع، بالإضافة إلى مقتل 120 مسلحًا في صفوف المجموعات المسلحة. كما أسفرت “مجازر متفرقة” عن مقتل 162 مدنيًا في محافظات الساحل السوري، ما يعكس حجم التدهور الأمني في المنطقة.
وفي هذا السياق، أعربت الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد للوضع في سوريا، داعية جميع القادة السوريين إلى بذل كل ما في وسعهم لإنهاء إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن، في ظل حالة التوتر المتصاعدة في مختلف أنحاء البلاد.
تشهد سوريا منذ سنوات أزمة حادة أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. في الوقت الذي يسعى فيه حكام سوريا الجدد إلى تعزيز استقرار البلاد ووحدتها، يظهر التهديد الأمني المتزايد من بعض الفصائل المسلحة التي تزعزع الوضع في المناطق الحيوية مثل الساحل السوري. وقد تفاقمت الأزمة إثر التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية، بما في ذلك المواقف المتباينة من القوى الكبرى مثل روسيا وتركيا.
تعتبر منطقة الساحل السوري، التي تضم محافظات مثل اللاذقية وطرطوس، من أبرز المناطق الاستراتيجية في سوريا، ما يجعلها نقطة توتر مستمرة. وتستمر المجازر والتوترات في هذه المناطق في تعقيد مهمة الحكومة السورية في السيطرة على الوضع الأمني وإعادة إعمار المناطق المتضررة.