رسائل أميركيّة إلى عون وسلام
رسائل أميركيّة إلى عون وسلام
في إطار التحولات السياسية والاقتصادية التي يشهدها لبنان، أفادت مصادر مطلعة لـ “رويترز” بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع “حزب الله” وحلفائه من ترشيح وزير المالية في الحكومة المقبلة، في خطوة تهدف إلى تقليص نفوذ الحزب المدعوم من إيران داخل الحكومة اللبنانية.
وأضافت أنه “يبدو أن التدخل الأميركي في هذا الشأن يأتي في وقت حساس يشهد فيه لبنان تحولات جوهرية في ميزان القوى السياسي والعسكري، سواء على مستوى الداخل اللبناني أو في سياق الأوضاع الإقليمية، بعد الحرب التي خاضها “حزب الله” ضد إسرائيل العام الماضي وما تلاها من تحولات في المنطقة أبرزها انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد.”
وتضيف المصادر أن رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس، الذي كان مستشارًا لشؤون الشرق الأوسط في إدارة ترامب، كان من بين الأشخاص الذين نقلوا هذا الموقف الأميركي إلى لبنان. على الرغم من التصريحات السابقة لأعضاء الكونغرس الأميركي التي طالبت بإبعاد “حزب الله” وحلفائه عن الحكومة، إلا أن تدخل بولس ومسؤولين أميركيين آخرين في هذا السياق يعد تطورًا غير مسبوق في طبيعة العلاقة بين واشنطن وبيروت.
ورغم عدم تأكيد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية بشكل رسمي، فإن المصادر تشير إلى أن الضغط الأميركي على المسؤولين اللبنانيين يهدف إلى ضمان عدم تأثير “حزب الله” في اختيار المناصب الوزارية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان. أحد المصادر المقربة من “حزب الله” وصف الضغوط الأميركية بأنها “كبيرة”، مشيرًا إلى أن الهدف هو تقليص قدرة الحزب وحلفائه على التأثير في الحكومة المقبلة.
من جانب آخر، ترى بعض المصادر أن السماح لـ”حزب الله” أو “حركة أمل” بتسمية وزير المالية قد يؤدي إلى إلحاق ضرر بفرص لبنان في الحصول على المساعدات المالية الأجنبية اللازمة لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب. ويرى الخبراء أن الدعم الدولي يشكل عاملًا حاسمًا للبنان في المرحلة المقبلة، حيث أن أي تدخل من “حزب الله” قد يعرقل فرص الحصول على تمويل من المانحين الدوليين، الذين يشترطون إصلاحات سياسية واقتصادية واضحة لتحقيق استقرار البلاد.