ما هي مادة الكلورات التي استدعت سحب منتجات “كوكاكولا” من الأسواق الأوروبية؟
ما هي مادة الكلورات التي استدعت سحب منتجات “كوكاكولا” من الأسواق الأوروبية؟
أحدثت قضية سحب شركة “كوكا كولا” لكميات من منتجاتها في بعض الأسواق الأوروبية كبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا، ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام العام.
لم تكن الضجة مستغربة إذ أنها تتعلق بأحد المشروبات الأكثر رواجاً في العالم. وبالتالي، فقد ثار القلق عن وجود مادة مضرة فيها. وكذلك أعلنت الشركة عن سحب واسع النطاق لمنتجاتها في أوروبا بعد اكتشاف مستويات مرتفعة من مادة الكلورات فيها. وشمل ذلك الإجراء أصناف الكولا الخفيفة السكر أو الخالية منه.
البداية من منظف منزلي
إذاً، ما هي مادة الكلورات التي دفعت الشركة على الإقدام على هذه الخطوة، خصوصاً بعدما تبين أن العبوات المعدنية والزجاجية كانت الأكثر تأثراً؟
بداية، يصح القول بأن كميات الـ”كوكا كولا” المتضررة كانت كبيرة بحسب إعلان من الشركة، إلا أن معظمها لم يُبع أصلاً، وقد سحب من الأسواق في الوقت المناسب.
وتوضيحاً، تتصف مادة الكلورات التي سببت المشكلة بأنها مركّب كيماوي ينتج عن تحلل المطهّرات التي تعتمد على الكلور، والتي تستخدم في المنازل والمسابح للتعقيم. وكذلك تستعمل تلك المطّهرات نفسها في تعقيم المياه، إلا أن وجودها بنسب مرتفعة في السوائل القابلة للشرب قد يشكل خطراً على الصحة. وجاء ذلك التوضيح من الأستاذة المحاضرة في علم التغذية المتخصصة في الكيمياء العضوية الدكتورة نيفين بشير. وبيّنت بشير أيضاً أن مادة الكلورات تستعمل لتعقيم المياه المستخدمة في إنتاج الأغذئية، ولا تكون الكلورات موجودة كمكوّن في تلك المنتجات. وفي حالة الـ”كوكا كولا”، يبدو أن تلوثاً قد حصل بطريقة معينة، مما أدى إلى ارتفاع معدلاتها في المشروبات التي سُحِبتْ من بعض الأسواق الأوروبية.
ما الآثار السلبية لمادة الكلورات؟
في حال التعرض بمعدلات زائدة لمادة الكلورات، فإنها قد تسبب أعراضاً في الجهاز الهضمي كالإسهال والتقيؤ والغثيان، على غرار ما يحصل في التسمم الغذائي.
في المقابل، توضح بشير إلى أن الكلورات لا يفترض أن تكون موجودة ضمن المكوّنات الغذائية التي قد تتعرض لها أثناء معالجتها بالمياه، وكذلك الحال بالنسبة إلى عمليات التعقيم التي تحصل في سياق انتاج الأغذية، مع ملاحظة أنه من المفترض استعمالها بكميات محدودة لتلك الغاية.
ويضاف إلى ذلك، وجود مخاطر قد تنجم عن التعرض للكلورات لأوقات طويلة وبشكل متواصل. وعلى غرار المواد التي تتضمن تراكيب سميّة، قد يسهم التعرض الطويل الأمد للكلورات في تحفيز نشوء أورام خبيثة، مثل حال بقية المواد المشابهة لها.