اقليمي

بانتظار انتهاء التمديد… سيناريو الحرب وارد؟

بانتظار انتهاء التمديد… سيناريو الحرب وارد؟

بعد التطورات التي أفضى إليها تمديد الفترة للانسحاب الإسرائيلي من لبنان وما رافقها من ضغط شعبي استطاع تحرير عدد من القرى، عادت الهواجس من احتمال أن يستجر التمديد الأول تمديداً آخر. فماذا سيكون الرد من المقاومة أو من الأهالي الذين استطاعوا في أيام قليلة تحرير عدد من القرى؟ فما السيناريو المنتظر بعد 18 شباط؟

يذكر منسق الحكومة اللبنانية السابق مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، العميد المتقاعد منير شحادة، أن المعروف عن إسرائيل أنها لا تلتزم بالقرارات الدولية، ولا بالاتفاقات الدولية، ولا بقوانين حقوق الإنسان، ولا بأي شيء، كما هو معروف عنها أنها تخلف وعودها دائماً بأعذار واهية.

ويلفت إلى ادعائها أن الجيش اللبناني لم يقم بدوره خلال الستين يوماً، مؤكداً أن هذا كذب، لأن الجيش اللبناني كان يتمركز في كل منطقة أو بقعة يخرج منها الإسرائيلي فوراً. ويوضح أن الجيش كان ينتظر من قوات “اليونيفيل” أن تبلغه عن انسحاب العدو من المحور الفلاني، فيقوم بحشد قواته على تخوم هذا المحور وينتظر، لكن العدو كان يعود ليخلف بوعده بالانسحاب. لذلك، فإن إسرائيل هي من كانت تماطل خلال تلك المدة، وادعاؤها بأن الجيش اللبناني لم يقم بواجباته غير صحيح، إذ لا يمكن للجيش اللبناني أن يدخل أي بقعة يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، الذي عليه أن ينسحب أولاً ليدخل الجيش اللبناني.

ويؤكد أن التمديد الأول حصل بضغط أميركي صارم، حيث كانت إسرائيل تريد التمديد لشهرين، ولكن اتصالات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالإدارة الأميركية أفضت إلى رفض لبنان القاطع لهذا التمديد، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق على التمديد فقط حتى 18 شباط. وحسب تصريحات القصر الجمهوري، فقد طلب الرئيس أن تلتزم إسرائيل خلال فترة التمديد الجديدة بوقف إطلاق النار، ووقف التجريف وتدمير المنازل والقصف، على أن تنتهي في 18 شباط بتسليم الأسرى الذين اعتقلتهم أو أسرتهم إسرائيل خلال هذه الحرب.

وينبه إلى أنه منذ الأحد الماضي وحتى اليوم، هناك تحرك شعبي وإصرار من أهالي الجنوب على الدخول إلى قراهم، رغم محاولة الجيش اللبناني منعهم، لأنه يعلم أن العدو الإسرائيلي سيطلق النار ويقتل المدنيين، وهذا ما حصل، إضافة إلى خوفه على الأهالي من مخلفات الحرب من قذائف وألغام. لذلك، حاول منعهم، لكن الجميع رأى إصرار الأهالي الذين دخلوا إلى عدد من القرى المحررة، مما أدى إلى نتيجة إيجابية.

ورغم سقوط شهداء، يشير شحادة إلى أن المدنيين أصروا على الدخول إلى قراهم، فتراجع الجيش الإسرائيلي من عدد من القرى، وحسب آخر إحصاء، بقي يتمركز في عشر قرى.

ويقول: “وقبل تاريخ 18 شباط يحق للمقاومة الرد على الخروقات، لكن التحرك الشعبي أعطاها نتيجة إيجابية، وبما أن السلطة الرسمية اللبنانية اتفقت مع الإدارة الأميركية على التمديد حتى 18 شباط، فأعتقد أن المقاومة لن ترد قبل هذا التاريخ”.

أما في حال وصلنا إلى 18 شباط ولم تنسحب إسرائيل، فسيصبح من حق المقاومة بشكل شرعي وقانوني أن ترد، بعد كل هذا الانتظار وبعد التزامها بوقف إطلاق النار، بينما لم تلتزم به إسرائيل. وبذلك، تكون المقاومة قد برهنت أمام الرأي العام الدولي والمجتمع الدولي وأمام اللجنة الخماسية التي يترأسها ضابط أميركي، وأمام الولايات المتحدة (الراعية للاتفاق)، أنها التزمت، في حين أن إسرائيل لم تلتزم، مما يعطيها الحق بالرد.

ويعتقد أن الرد سيكون على شكل عمليات تنفذها المقاومة على المراكز العسكرية الإسرائيلية الموجودة داخل الأراضي اللبنانية، على غرار ما كان يحصل قبل عام 2000.

واذ يسأل هل من الممكن أن تستأنف إسرائيل الحرب؟ فيعتقد شحادة أنه لا مصلحة لها حالياً في إعادة استئناف الحرب، لكن ما تقوم به إسرائيل هو تعنت وغطرسة، وأصلاً هي مددت حتى 18 شباط بهدف عدم الإبقاء حجر على حجر بعد أن دمرت كل شيء. لذلك، إذا حان موعد نهاية التمديد ولم تنفذ إسرائيل وعدها الثاني بالانسحاب، فيُرجح أن تبدأ المقاومة بعمليات عسكرية على المراكز الإسرائيلية الموجودة داخل الأراضي اللبنانية، ومن بعدها، وبناءً على الرد الإسرائيلي، سنعرف كيف ستكون الأوضاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce