أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس.
والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “نسأل الله العافية في أمورنا كلّها ونستغفره ونتوب إليه إنه هو التواب الرحيم ونتقرّب اليه بموالاة أوليائه وحبّهم ومودّتهم محمد وآله الطاهرين الذي ربما يستدعي السؤال عن السبب في هذه الموالاة وعن هذا الحب وهذه المودة وهذا الاهتمام إلى الحد الذي نحيي فيه ذكرهم وولاداتهم ووفياتهم ونُقيم لهم العزاء والمآتم، كأن الحدث جديد العهد مع بُعد الزمن الكفيل بالنسيان كما يحصل مع كل منا حينما يفقد عزيزاً، لأنه مع مرور الزمن تخفّ العاطفة والشوق والحزن خصوصاً مع كثرة المشاغل والهموم اليومية ولكن مع رسول الله وآل بيته (ع) يبقى الامر حاراً والعاطفة قوية.
وأضاف الشيخ الخطيب: ” وإذا كان لآل البيت هذه المنزلة والرفعة والدرجة في القُرب من الله تعالى فكيف لا يكون له في قلوبنا هذا المحلّ الذي لم يبلغه أقرب الناس إلينا، بل ورد التهديد من الله تعالى لمن قدّمهم عليهم في الحب والولاء حيث قال: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
وتابع: “نحن كما ذكرت نحيي ذكرى شهادة الامام الحسين (ع) لنحيي بها أنفسنا، السؤال هو كيف نحيي أنفسنا باحياء هذه الذكرى؟ والجواب هو بأن نحيي قيمها في نفوسنا. أيها الاخوة، نحن نعيش اليوم أزمات متعددة وعلى كل الصعد اقتصادية واجتماعية وسياسية، الازمة السياسية يبدو إلى الآن انها ليست قريبة الحل لأنها ناشئة عن أزمة نظام، وهي أزمة ثابتة لأن هناك في الداخل من يراهن على الخارج ويتحالف معه ويتآمر على الشريك في الوطن ولا يريد الاعتراف بأن العدو الاسرائيلي يُشكِّل خطراً على لبنان، بل على العكس من ذلك يُراد إخضاع لبنان إما لمشيئة العدو الاسرائيلي أو تحطيم لبنان، وحينما أفشلت المقاومة مشروع إخضاع لبنان وإلحاقه بالمشروع الاسرائيلي أرادوا تحطيم لبنان وافتعلوا الازمة السياسية واتبعوها بالأزمة الإقتصادية”.
كما أردف: “نحن نقول ان الحل في لبنان لن يكون الا بالعودة إلى الوطن والاعتراف بالشركاء والتوافق معهم على انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة والبدء بتطبيق الاصلاحات كما ورد في اتفاق الطائف للوصول إلى إلغاء نظام السقوف المتعددة، نظام الامتيازات العثماني، نظام المشاريع الخاصة وبناء دولة المواطنة، ليبقى لبنان منبر حوار ورسالة عيش مشترك.
أما بالنسبة للازمة الاقتصادية فالمؤسسات عُجِّزت عن القيام بتأمين حاجيات الشعب اللبناني واُستبدلت بمؤسسات بإسم جمعيات “ان جي اوز” التي اخترعت لتمرير الأموال للقوى المرعية من قبل بعض السفارات والمنخرطة معها بالمؤامرة على لبنان ودوره في المنطقة وعلى قوى المقاومة، وافتعال أزمة المجتمع من أجل الاستسلام لإرادة حماة الكيان الصهيوني، لذلك فأنه ليس أمامنا سوى تنشيط العمل الشعبي والتعاون بين الأفراد والجمعيات في كل حي وقرية وتقديم العون للمحتاجين لإيجاد حالة من التكافل لمواجهة الحالة الاجتماعية التي من الممكن أن تتصاعد في المرحلة المقبلة، لنتجاوز أزمة المجتمع التآمرية ونفشل إرادتهم في دفعنا للاستسلام”.
ورأى الخطيب “انّ ما نشهده من تكرار الإساءة للمسلمين والتوهين لمقدّساتهم ورموزهم ليس أمراً عفوياً ولا يتعلّق بحرية الرأي، وإنما هو فعل متعمّد وهو يأتي في سياق الحرب الإعلامية والعسكرية والإقتصادية بقصد تشويه صورة الإسلام تحت شعار “الإسلاموفوبيا” وإثارة الكراهية والنعرات الدينية بين الشعوب”. وقال: “إنّنا إذ ندين بشدّة هذا التصرّف للحكومة السويدية نطالب الدول العربية والإسلامية بإتخاذِ موقفٍ حازم وقطع العلاقات الدبلوماسية معها حتى ترعوي عن فعلتها الشنعاء وتعتذر من العالم العربي والإسلامي.”
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا * وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾