في ظل الجمود الذي يخيم على الملف الرئاسي بانتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، تتجه الانظار الى الدوحة غدا حيث تستضيف قطر اجتماع اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر للبحث في الاستحقاق الرئاسي. وسيشارك لودريان في هذا الاجتماع قبل عودته إلى بيروت.
ومع الحديث عن تباين بين اركان اللجنة الخماسية حول سبل مقاربة الوضع اللبناني وعلى رأسه الملف الرئاسي، يبقى السؤال عما اذا كان الاجتماع سيحمل أي جديد، واذا ستكون زيارة لودريان الثانية محكومة باجواء المداولات في الدوحة.
وفي حين يعتبر البعض ان لا جديد في جعبة لودريان مع استمرار تعنت القوى السياسية الداخلية على مواقفها من الاستحقاق الرئاسي، كان لافتا النبرة العالية التي تحدثت بها السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو خلال احتفال قصر الصنوبر بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، حيث اعتبرت أن “لبنان ليس على ما يرام. يطيب للبعض أن يعتقدوا اليوم أنّه تمّ تجاوز الأزمة. غير أن الاستقرار الحالي استقرار خادع”
وسألت السفيرة غريو “أين كنتم اليوم لو أن فرنسا لم تحتضن، مع شركائها، قواكم الأمنية؟ لو أنّ قوات اليونيفيل، التي تضمّ 700 عسكري فرنسي لم تكن تؤمّن الاستقرار في جنوب لبنان؟ أين كنتم اليوم لو أن فرنسا لم تحشد جهود المجتمع الدولي ثلاث مرات متتالية لتجنّبكم انهيارا عنيفاً تحت وطأة الإفلاس المالي وتدهور الليرة والانفجار في مرفأ بيروت؟ أين كنتم اليوم لو أنّ فرنسا لم تهب على وجه السرعة لدعم مدارسكم كَي لا تغلق أبوابها، لاسيما المدارس الخاصة، والمسيحية منها بشكل خاص، التي تستقبل حوالي ثلثي التلاميذ اللبنانيين؟ أين كنتم اليوم لو لم تساهم فرنسا في تمويل عمل المستوصفات والمستشفيات وبرامج الأمن الغذائي كي يستمرّ اللبنانيّون الذين يعانون من الأزمة بالحصول على رعاية صحّيّة ذات جودة وتغذية صحيحة؟”.