“إسرائيل خلقت فرصة لا تعوض للبنانيين”!

أكدت مصادر لبنانية مطلعة لشبكة “الحرة” أن رد لبنان على المسوّدة الأميركية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، التي تسلمها رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، يتضمن الموافقة على معظم بنود المقترح مع بعض الملاحظات والتعديلات، خاصة بشأن تشكيل لجنة المراقبة.

وأوضحت المصادر نفسها أن لبنان طالب بأن تقتصر المشاركة في اللجنة على ممثلين أميركيين وفرنسيين فقط، مشيرة إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة في هذا الشأن.

من جانبه، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن رد لبنان على المقترح الأميركي كان إيجابياً بشكل عام، مع بعض النقاط التي تحتاج إلى مزيد من النقاش والتوضيح. ونفى ميقاتي أي علم له بشروط تتعلق بضمان حرية التحركات العسكرية لإسرائيل داخل لبنان، مؤكداً أن لبنان ملتزم بتطبيق القرار 1701 الذي يهدف إلى وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.

وفي تطور متزامن، كشفت مصادر لبنانية أن المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكشتاين، سيصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل لإجراء محادثات إضافية بشأن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

المحلل السياسي اللبناني علي السبيتي، في حديثه لـ”الحرة”، اعتبر أن المسوّدة الأميركية تحتوي على بنود إضافية فوق ما هو وارد في القرار 1701، مشيراً إلى أن هذه الإضافات قد تضع عراقيل أمام تنفيذ القرار الدولي وتحتاج إلى تدقيق وموافقة من الأطراف المعنية سواء في لبنان أو على المستوى الدولي.

وأضاف السبيتي أن القرار 1701 كان ملزماً للأطراف كافة في بنوده الأساسية ونجح في تحقيق استقرار نسبي بين لبنان وإسرائيل رغم الخروقات المتبادلة. واعتبر أن لبنان لم يقدم أي شروط جديدة خلال ردّه على المقترح الأميركي، بل أكد التزامه بتنفيذ القرار 1701 كما هو دون أي تعديلات.

وفيما يتعلق بفرص نجاح المفاوضات في ظل الإدارة الأميركية الحالية، قال السبيتي إن “الاتفاق لم ينضج بعد”، مشيراً إلى أن العديد من الأطراف لا تريد منح إدارة بايدن مكسباً في هذا الملف، خاصة في ظل الفشل الكبير الذي شهدته الإدارة في حل الأزمات في غزة ولبنان. واعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لا يكون مستعداً لإعطاء هذا المكسب لإدارة خارج السلطة، بل من المحتمل أن يفضل منح هذا المكسب لإدارة ترامب إذا عادت إلى البيت الأبيض.

من جانبها، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصادر لبنانية رسمية أن حزب الله، الذي اطلع على المقترح الأميركي، قد قدم رداً “إيجابياً إلى حد كبير” على المقترح مساء الأحد، وهو ما يعكس استعداد الحزب للمضي قدماً في المسار الدبلوماسي. ومع ذلك، شدد المصدر نفسه على أن المفاوضات حول الحل الدبلوماسي لا تزال مستمرة، وأن زيارة هوكشتاين إلى بيروت لا تشير بالضرورة إلى أن الاتفاق بات وشيكاً.

من جهته، أكد عضو حزب الليكود الإسرائيلي، موريس سعد، على أهمية التوصل إلى حل مستدام بين لبنان وإسرائيل، مشدداً على أن إسرائيل “لن تقبل بأي حل يسمح لحزب الله بالبقاء مع أسلحته وعناصره في موقع يهدد إسرائيل”. وقال سعد خلال مقابلة مع “الحرة”، إن “إسرائيل خلقت فرصة لا تعوض للبنانيين والشرق الأوسط بشكل عام”، داعياً الحكومة اللبنانية إلى نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان لتولي مسؤولية المنطقة.

وأضاف سعد أن “حزب الله ليس دولة لبنان، بل هو منظمة إرهابية”، وأكد أن الحوار يجب أن يكون بين “دولة لبنان وإسرائيل” فقط. وقال إن “عندما تتولى حكومة لبنان مسؤولية جنوب لبنان، ستتحسن العلاقة بين الدولتين وسيعم السلام والأمن لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة بشكل عام”.

وفيما يتعلق بالقرار 425 الخاص بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، أوضح سعد أن “إسرائيل لا تسعى للاستيلاء على جنوب لبنان، ولكن تدخلها جاء بسبب الحرب مع حزب الله”، مشيراً إلى أن العائق الوحيد أمام الاتفاق هو ضرورة أن تتولى حكومة لبنان المسؤولية في الجنوب، وأن ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة لضمان استقرار الوضع.

Share.
Exit mobile version