لم يُحسم حتى الساعة موعد عودة كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في مسعى ربما يكون الأخير لوقف إطلاق النار الذي يعمل عليه بين إسرائيل وحزب الله، ولكن ما الجدوى من هذه العودة؟ وهل يمكن أن يحقق الرئيس الأميركي جو بايدن إنجازاً عجز عنه طيلة سنة وما يفوق الشهرين؟

في هذا الصدد، يكشف النائب غسان سكاف في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن هناك مساعٍ لتأمين زيارة آموس هوكشتاين إلى لبنان، ولكن ليس كما يُشاع أنه سيأتي الأسبوع المقبل بل الأسبوع الذي يليه. ويبدو أن هناك ضوءاً أخضر من الرئيس المنتخب دونالد ترامب لهوكشتاين للعودة إلى لبنان واستكمال مهمته التي يعتبره ضليعاً بها، لأنه في أميركا يؤخذ برأي الرئيس المنتخب في بعض الأمور.

ولكنه يلفت إلى أن هوكشتاين لا يأخذ أوامره من ترامب بل من بايدن، حتى يتسلم الرئيس الجديد مسؤولياته في البيت الأبيض في 25 كانون الثاني المقبل.

وحول تفاصيل المفاوضات، يكشف النائب سكاف أن هناك محاولة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإذا حصل ذلك في الفترة التي تفصل بين زيارة هوكشتاين وتسلم ترامب، فإن الحديث يدور عن احتمال انتخاب رئيس للجمهورية خلال وقف إطلاق النار، وهذا بالتحديد ما يعمل عليه مع بعض المسؤولين، موضحاً أنه يقوم شخصياً بجهود كبيرة في هذا الاتجاه.

ولكنه لا يعتقد أن وقف إطلاق النار سيحصل، كما أنه ليس حلاً، ولكنه يشكل مدخلاً للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار. والحل المفترض لن يقوم على إعادة قواعد الاشتباك السابقة التي مكّنت حزب الله من بناء قوته الإضافية.

وينتقد المفهوم بأن قوة حزب الله شكلت قوة ردع حقيقية وفرضت توازنات، وبرأيه أن قوة الردع هذه تهاوت بشكل دراماتيكي خلال أسابيع وبسرعة غير متوقعة، فاستُبيح الجنوب وبيروت والبقاع والضاحية الجنوبية والبقاع.

ومن هذا المنطلق، يعتقد أنه سيكون هناك ضوء أخضر لإسرائيل وهو ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية قبل مجيء ترامب، ويتساءل ما إذا كان سيقدم نتنياهو على عملية عسكرية؟ وهنا يميل النائب سكاف إلى الاعتقاد بأن الوضع سيتوتر من اليوم إلى حين وصول ترامب مع احتمال ضرب إيران من قبل إسرائيل قبل ذلك التاريخ.

وينبّه إلى أنه إذا لم تتحول سياسة إيران التوسعية إلى تعاون دول الجوار الخليجي والعربي، لا سيما أن ذلك أولوية الدولة العميقة في الولايات المتحدة وعند ترامب الرجل الاقتصادي “بلباس مرقط”، فقد يتمكن نتنياهو من إقناع ترامب بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران تريح العرب والغرب، وخاصة أن نتنياهو أقنع الغرب والخليج أنه يحارب إيران وحزبها في لبنان نيابة عن كل العالم الحر. فالضوء الأخضر الذي أُعطي له في هذا المجال غير مسبوق.

ويرى أن نية نتنياهو واستعداده لتوتير الوضع وزيادة الضربات إلى حين استلام ترامب، وبالتالي لا يعتقد النائب سكاف بإمكانية نجاح هوكشتاين في إحداث خرق، فهو لم ينجح في اختراق الوضع الدبلوماسي ولم يستطع التوصل لوقف إطلاق النار لمدة سنة. فهل سيتمكن من هذا الأمر خلال أقل من شهرين؟ لا سيما أن إسرائيل لن تقبل بالعودة إلى ما قبل 7 تشرين الثاني 2023 وهي اليوم تعتبر نفسها منتصرة عسكرياً. لذلك لا يعتقد أنه سيحصل اختراق من هوكشتاين في حال جاء إلى المنطقة أو لا.

ويشدد على أنه إذا عاد هوكشتاين ستكون المبادرة الأخيرة له من قبل إدارة بايدن، ولكن بعد 20 كانون الثاني لن يكون له أي دور في المفاوضات.

Share.
Exit mobile version