رأى محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، “أنها المرة الأولى التي تكون فيها الضربة في قلعة بعلبك، لكن أي كشف ميداني دقيق لم يتم بعد للمكان وإن كانت الجولة التي أجريت في قلب القلعة قد بينت بالعين المجردة عدم وقوع أضرار فيها”.

وعما إذا كان لا يزال بالإمكان الاستمرار بالقول إن القلعة بخير، أجاب خضر: “سؤال صعب بصراحة لا، ليست بخير وما حصل لا يجعلنا مطمئني البال وعلى رغم الجهد الديبلوماسي الذي قام به سفير لبنان في منظمة الأونيسكو مصطفى أديب والحكومة اللبنانية ووزارة الثقافة لتحييد المواقع الأثرية، وورود تطمينات في هذا الإطار، أعتقد أن ضربة أمس الأول أعادتنا كثيرا إلى الوراء”.

وفي حديث لـ”الأنباء” أشار خضر إلى أنه تمَّ “دمير مواقع تراثية وأثرية في بعلبك مثل تدمير مبنى عمره أكثر من 100 سنة وحي المنشية ذي الطابع العثماني، وهو حي سياحي بامتياز خال من أي طابع عسكري أو أهداف لها علاقة بحزب الله”.

وعن الاجتماع المرتقب في باريس للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلح التابعة للأونيسكو والمقررة في 18 من الجاري لبحث دعم المواقع الثقافية في لبنان وتدابير حمايتها المعززة، لفت خضر إلى أنه “يخشى ما يمكن أن يحصل من الآن وحتى تاريخ انعقاد هذا المؤتمر”، مضيفًا، “ما أراه هو أن كل تاريخنا أصبح بخطر”.

وما كان يُخشى منه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان، حدث أول أمس، حيث استهدف العدو مبنى المنشية الأثري عند مدخل موقف قلعة بعلبك.

وفي التفاصيل، رُدم المبنى كأنّه لم يكن، وحوله تضرّرت غالبية الأبنية، ومنها “أوتيل بالميرا” الذي أصيب بأضرارٍ بالغة.

إن خطورة ما يحدث يحاذي موقعاً مسجّلاً ضمن التراث العالمي لليونيسكو، وخسارته لا يمكن تعويضها، ليس فقط للبنان بل للتراث الإنساني ككل، خصوصاً أن المبنى كان رمزاً معماريًا وتاريخيًا وجسّد إرثًا حيًا للأجيال.

Share.
Exit mobile version