حركة دبلوماسية.. والرهان على تطبيق الـ1701
أعربت مراجع رسمية لبنانية عبر «الجمهورية» عن خشيتها من أن تعمد إسرائيل إلى استغلال انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات الرئاسية، وإلى الاستفادة من الجمود السياسي الحاصل وانقطاع آليات التفاوض في هذه المرحلة، لكي تطلق يدها في عمليات القتل والتدمير والتهجير على نطاق واسع، وبنحو مضاعف في لبنان، من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع فمناطق أخرى، سعياً منها إلى محاولة إجباره على الرضوخ لشروطها التي تُعتبر تعجيزية، لما تشكّله من خرق فاضح للسيادة ومهانة للكرامة الوطنية.
وما يفاقم المخاوف، وفق المراجع، هو تهديد بعض المسؤولين الإسرائيليين بتفجير حرب صاعقة مع إيران وتوريط الولايات المتحدة فيها وابتزازها، في لحظة انشغال الإدارة الديموقراطية بتأمين الدعم اللازم في صناديق الاقتراع. ويمكن أن يؤدي اندلاع هذه الحرب الطاحنة بين إسرائيل وإيران إلى رفع مستوى السخونة بمقدار كبير جداً وبالغ الخطورة في لبنان، لأنّه سيكون إحدى ساحتها الأساسية.
وتزامناً مع التحركات التي قرّر لبنان القيام بها بعدما توسعت مساحة الاعتداءات الإسرائيلية في في اتجاه البترون عبر الإنزال البحري الذي نفّذته قبل يومين وانتهى بخطف قبطان تقول إسرائيل إنّه «من العناصر السرّية للقوة البحرية» للحزب. وفي موازاة الشكوى التي سترفعها بعثة لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك بناءً لتوجيهات من وزير الخارجية بعد التشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجّهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء دعوة إلى مجموعة سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، إلى لقاء يُعقد اليوم في السرايا لإبلاغهم القراءة اللبنانية للعدوان ومخاطره ليس على سلامة وأمن لبنان فحسب، إنما على الأمنين الإقليمي والدولي.
وكشفت مراجع ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ السفراء الخمسة تجاوبوا مع الدعوة وسيشاركون جميعاً في الاجتماع، ذلك انّ لهم أكثر من رسالة يريدون تكرارها أمام المسؤولين اللبنانيين تعبّر عن المخاوف من حجم العمليات العسكرية، وانّ احتمال توسع الحرب لم يعد وهماً كما نُقل عن أحدهم، وانّ تبادل الهجمات بين تل أبيب وطهران من إحدى تجلّياتها. ولفت آخرون إلى انّهم حذّروا مراراً من مجرى الأحداث، عندما شدّدوا امام جميع المسؤولين اللبنانيين على مختلف المستويات، على أهمية الفصل بين لبنان وغزة، وقد ذهبت أمنياتهم أدراج الرياح بالنسبة اليهم، وقد فوّتوا مجموعة من الفرص الذهبية التي كان يمكن ان تُستغل بطريقة فضلى.
واكّدت هذه المراجع، انّ الالتزام بالقرارات الدولية في لبنان تحول مصيدة للمجتمع الدولي، وأنّ الرهان على قدرته على تطبيق هذه القرارات ولا سيما منها القرار 1701 بكل مندرجاته لم تكن حصيلته واضحة ومقنعة. وانّ النقاش الدائر في الداخل لا يُعوّل عليه خارج أطار كونه من المناكفات الداخلية. فالمجتمع الدولي يريد أن يرى الخطوات الضرورية ولو نُفّذت في مواقيتها لما كان التشدّد اليوم قائماً في شأنها.
منشأة عماد 5
نشر الإعلام الحربي في «المقاومة الإسلامية»، وفي سياق «معركة أولي البأس»، مقطع فيديو، تضمن مشاهد من منشأة «عماد 5»، تحت عنوان «لن نترك الساح … لن نُسقِط السلاح». وظهر في الفيديو رجال من المقاومة داخل نفق وهم بسلاحهم على أهبة الاستعداد ومنهم على دراجات نارية.
كما تضمن الفيديو تسجيلاً صوتياً للأمين العام لـ«حزب الله» الشهيد السيد حسن نصرالله: «نحن هنا لا يمكن ان نضعف ولا يمكن ان نخاف ولا يمكن ان نستسلم. نحن هنا لن نترك الساح، لن نُسقط السلاح».
وقالت اوساط حليفة لـ«حزب الله» لـ«الجمهورية»، انّ فيديو منشأة «عماد 5» انطوى في محتواه وتوقيته على رسائل عدة، من أهمها انّ القدرات الصاروخية للمقاومة ولا سيما منها النوعية، لا تزال في خير، وانّ بعضها لم يُستخدم بعد، وانّ تقديرات العدو حول تدمير معظمها هي تقديرات خاطئة، وانّ البنى التحتية للمقاومة لا تزال سليمة على رغم من عنف الغارات الاسرائيلية.
ولفتت الاوساط نفسها إلى «انّ حزب الله أراد إفهام العدو الاسرائيلي بأنّه مستعد لخوض حرب طويلة الأمد ويتصرّف على هذا الأساس، وبالتالي فهو قادر على الصمود اكثر بكثير مما يظن العدو وصولاً إلى توريطه في حرب استنزاف مكلفة وتوجيه ضربات مؤلمة له اذا واصل المكابرة». ولفتت إلى «انّ مجريات الفيديو تبين انّ تصويره تمّ بعد استشهاد السيد حسن نصرالله، مع ما يحمله ذلك من دلالات على أنّ الحزب تجاوز مفاعيل الاغتيال وانّه في جهوزيته الكاملة للاستمرار في مواجهة العدوان، وليس في وارد الخضوع إلى الشروط او الضغوط الإسرائيلية لوقف اطلاق النار، بل يتكل على الميدان وحده لإلزام العدو بإنهاء الحرب وفق قواعد تحترم سيادة لبنان وحقوقه».
المصدر: الجمهورية