حزب الله يضرب ويصيب.. هل تصل إسرائيل إلى بيروت؟

بعمليات مكثفة ونوعية افتتح حزب الله يوم السبت، إذ استهدف الحزب قاعدة غليلوت وأطلق سرباً من المسيرات باتجاه العمق الإسرائيلي، وتسللت المسيّرات إلى مناطق واسعة من الجليل وصولاً إلى منطقة حيفا، حيث أصابت طائرة مُسيّرة مصنعاً في منطقة “أخزيف” بالقرب من نهاريا في الجليل الغربي، فيما دوت صافرات الإنذار في عدة مواقع من نهاريا شمالاً حتى حيفا جنوباً وامتداداً إلى عمق مرج ابن عامر غربي منطقة الناصرة حيث أصيب 19 شخصاً بجروح. وسبقها دوي صافرات الإنذار، صباح اليوم السبت الباكر، في منطقة خليج حيفا وعكا ونهاريا وبلدات أخرى في الجليل، وسُمع دوي انفجارات عدة، حيث أُطلق 15 صاروخا من لبنان وفقا لما ذكر الجيش الإسرائيلي كما استهدف الحزب مواقع ومستوطنات أخرى. كما أن الحزب أطلق ثلاثة صواريخ بالستية باتجاه العمق الإسرائيلي.

اغتيال قائدين في الحزب
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن صباح عاصف لحزب الله باتجاه المستوطنات الشمالية، حيث أطلقت عشرات الصواريخ منذ ساعات الصباح، معظمها باتجاه الجليل الغربي والكريوت وحيفا بالإضافة إلى أسراب من الطائرات المسيرة. من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي (IDF) أنه استهدف يوم أمس الجمعة في منطقة صور في جنوب لبنان وقتل عنصرين هما: موسى عز الدين، قائد قوات حزب الله في القطاع الساحلي، وحسن ماجد ديب، قائد المدفعية التابع لحزب الله في القطاع الساحلي، واللذان كانا مسؤولان عن إطلاق القذائف باتجاه منطقة خليج حيفا يوم الخميس، ويُشار إلى أن هؤلاء من حزب الله كانوا مسؤولين عن إطلاق أكثر من 400 قذيفة نحو إسرائيل خلال الشهر الماضي فقط.

انتهاء المرحلة الأولى
في المقابل يستمر التصعيد الإسرائيلي بتكثيف الاعتداءات على القرى والبلدات في المناطق المختلفة، وأغار الطيران الاسرائيلي على الجبين والشهابية وحاريص وعيتا الجبل والخيام ومحيط الناقورة. وفجراً، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على عنقون في قضاء ‎صيدا وسمعت أصداؤها إلى المدينة وجوارها. كما أطلقت القوات الاسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب. واستهدفت الغارات أيضاً بلدات، يارون، مارون، حاريص ،صربين ، الحوش حيث تعيش هذه المنطقة بظلام دامس بعد تضرر شبكة الكهرباء وفي بلدة عين ابل استهدف الطيران الحربي المعادي المحال التجارية في أطراف البلدة وكما استهدف الطيران الحربي بلدات الشهابية، باتولية، شقراء، كونين،الطيري، جويا، حانين، عيتا الشعب. كما شن العدو عند منتصف الليل الفائت سلسلة غارات متتالية على مدينة بنت جبيل.
أمّا بقاعاً فقد نفذ الطيران الإسرائيلي فجر السبت، غارة على معبر القاع جوسيه، وكشف وزير النقل علي حمية ان الضربة الإسرائيلية الجديدة على المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا أغلقته مجدداً بعد إعادة فتحه جزئياً. وشن الطيران الإسرائيلي أمس ما يزيد عن 25 غارة، والحصيلة قاربت الستين شهيدا، إلى جانب عشرات الجرحى.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي يقترب من نهاية المرحلة الأولى من العمليّة البرية بجنوب لبنان بعد شهر من بدئها، مشيرةً إلى أنّ العملّية البريّة حقّقت إنجازات مهمّة من بينها كشف بنى تحتية لـ”حزب الله”. وتم تسريح آلاف من أفراد الجيش والاحتياط نهاية الأسبوع، بحسب هيئة البث. في المقابل تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية أن التفكير بدأ يتركز على بدء المرحلة الثانية من العملية البرّية والتي تشمل توغلاً في القرى الخلفية للقرى المحاذية للشريط الحدودي.

إسرائيل والوصول إلى بيروت
بدوره أكد محلل إسرائيلي في إذاعة جيش الاحتلال، أن حزب الله ليس لديه الكثير من الخيارات، سوى قول “لا” لقائمة المطالب الإسرائيلية، مشددا على أن موقفهم الثابت أمام الجيش الإسرائيلي وردهم بالقتال، يمنحهم مجالات للتحرك يسمح لهم بالرفض. وأوضح المحلل في إذاعة جيش الاحتلال جاكي خوجي، أن “حزب الله يرفض الاستسلام، ويعتقد أن القوات الإسرائيلية تعتزم في النهاية الوصول إلى العاصمة اللبنانية”، مضيفا أنه “إذا لم ينتصروا، فسيعلمون على الأقل أنهم لم يرفعوا الراية البيضاء”، وفق ما أوردته صحيفة “معاريف” العبرية.
وتابع قائلا: “قبول المطالب الإسرائيلية يعدّ بالنسبة لحزب الله استسلاما، وهم بعيدون عن ذلك”، منوهاً إلى أنه “بعد هذه السنة والوضع المزري الذي وصل إليه لبنان، فإذا خضعوا، فسيعدّ ذلك إذلالاً لسنوات قادمة”. وتطرق إلى خطاب الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم، الذي أكد أن تل أبيب تريد أن يستسلم الحزب، لكي تسيطر على حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أجيالهم. وذكر المحلل الإسرائيلي أن حزب الله يعتقد أن إسرائيل تعتزم مواصلة القتال لأشهر أخرى، بل وربما الوصول إلى بيروت بعملية برية كما فعلت عام 1982، مبينا أنهم “يتذكرون التاريخ أفضل منا، ويعلمون أن التاريخ يعيد نفسه”. وأردف قائلا: “صحيح أنهم يفقدون مقاتلين، لكن هذا هو هدفهم (القتال والتضحية)”، مؤكدا أنهم “سينتظرون الجيش الإسرائيلي في بيروت (ملعبهم الخاص)، ويأملون في تحقيق النصر هناك، وإن لم ينتصروا، فعلى الأقل سيعرفون أنهم لم يرفعوا الراية البيضاء”.

Share.
Exit mobile version