الاحتلال يتوغل بتدمير مدن الجنوب والبقاع.. ومفاوضات وقف النار لم تتوقف

مع ارتفاع نيران وغبار التدمير، على أرض مدن الجنوب، الصامدة، من بنت جبيل الى النبطية وصور والقرى والبلدات الكبرى على امتداد الشريط الفاصل بين لبنان واسرائيل، والبقاع، الى بعلبك والهرمل وبلداتها الكبرى وقراها، وقدرة المقاومة المستمرة على تسديد ضربات موجعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي والمستعمرات الحدودية، وصولاً الى حيفا وصفد وعكا وغيرها..

وتسابقت القنوات الاسرائيلية على الاعلان ان العملية البرية في جنوب لبنان تقترب من تحقيق اهدافها، وكشفت القناة 12 ان المفاوضات مع لبنان يتولاها وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية مع مستشار الامن القومي الاميركي، وتحدثت عن مدة لوقف النار لا تتجاوز الـ60 يوماً، يتم خلالها البحث في مسار اتفاق نهائي ودائم لوقف النار.

وقالت القناة نفسها ان اسرائيل تسعى الى صفقة مع لبنان مقابل اجراءات لمنع اعادة تسلح حزب لله.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية: «أن العملية البرية تقترب من تحقيق هدفها، وهو إزالة تهديد الصواريخ المضادة للدروع في جنوب لبنان». ما يعني تراجع المطالب الاسرائيلية من إبعاد قوات المقاومة الى شمالي نهر الليطاني الى ابعاد خطر الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدم من مسافات قريبة نسبياً.

ولاحقاً، اعلنت القناة 12 الاسرائيلية مساء إن «إسرائيل تقترح عدم توسيع عمليتها البرية في لبنان، شريطة فرض حصار بري وجوي ومائي بدعم أميركي لمنع حزب لله من إعادة بناء قدراته». ونقلت عن مصادر أمنية: أن «العملية البرية في جنوب لبنان تقترب من تحقيق هدفها وهو إزالة تهديد الصواريخ المضادة للدروع»

وتابعت: «إسرائيل والولايات المتحدة تجريان محادثات لإنشاء صفقة شاملة من شأنها أن تؤدي إلى تسوية على الجبهة الشمالية، حيث تقترح إسرائيل إلغاء توسيع العملية البرية في لبنان مقابل دعم دعم الولايات المتحدة فرض حظر على لبنان من شأنه أن يؤدي إلى منع إعادة تأهيل قدرات حزب لله».

بالتوازي استمر الكلام الاميركي والبريطاني والفرنسي عن استمرار الجهود والمساعي لتحقيق وقف اطلاق النار في غزة وتوازيا في لبنان، وتمخضت لاتصالات عن اقتراح مصري لهدنة قصيرة في غزة. فيما ابدت مصادر دبلوماسية تتابع اللقاءات الدولية من نيويورك لـ«اللواء» تشاؤمها بالتوصل الى وقف شامل نهائي لوقف اطلاق النار «نظراً لان اي طرف لن يبيع موقفاً جدياً وجذرياً لإدارة اميركية راحلة بإنتظار تبلور نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وتشكيل ادارة جديدة».

ولم يصدر حتى مساء امس ما يشير الى اجتماع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين مع اي مسؤول اسرائيلي برغم المعلومات عن وصوله امس الاول الى الاراضي المحتلة. للاطلاع من مسؤولي الكيان على موقفهم من الصيغة التي سبق واتفق بشأنها مع رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي والبرلمان نبيه برّي لوقف الحرب فورا قبل اي بحث آخر. ويترقب لبنان نتائج هذه الزيارة التي من شأنها أن تحدد ما اذا كان هناك وقفٌ لإطلاق النار، أو أن الحل رُحل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. فيما استمر الحديث عن احتمال التصلفي مفاوضات الدوحة لهدنة مؤقتة قد تنعكس على لبنان، وترددت في هذا الصدد معلومات مفادها ان الموفد القطري المستشار الاميري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) سيزور بيروت الخميس المقبل. ولم يتم تأكيد الخبر من اي مصدر.

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ارتفاع الأصوات الداعية للوصول إلى اتفاق توقف إطلاق النار يقابله استمرار الأعمال العسكرية في لبنان في ظل سيناريو مجهول في الفترة المقبلة، ومن هنا تتعدد الراوبات بشأن هذا السيناريو المقبل على البلاد.

إلى ذلك، أشارت إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يطلع الحكومة فور الدعوة لانعقادها على حراكه الديبلوماسي كما ستكون له لقاءات ابرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في الوقت نفسه بدت المحاولات الجارية للوصول إلى هدنة غير واضحة النتائج، وان كانت المفاوضات لم تتوقف.

المصدر: اللواء

Share.
Exit mobile version