هل يمكن القضاء على نفوذ إيران في لبنان؟

هل دقت ساعة تخلّي إيران عن توغلها في شؤون لبنان عبر حزب الله؟ وماذا عن استعمال طهران لبيروت كورقة تفاوض مع الغرب؟ كما يشير تصريح محمد باقر قاليباف؟.

قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، عبر مؤخرا عن استعداد بلاده التفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ما أثار غضباً واستنكاراً واسعين في الأوساط السياسية اللبنانية.

حماية الجيش اللبناني… أولوية أميركية

تشدد وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” على أن تتخذ إسرائيل الخطوات اللازمة لضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

تقول سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم البنتاغون، إن وزير الدفاع لويد أوستن يُشدد على أهمية أن تتخذ إسرائيل جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة القوات المسلحة اللبنانية.

“حزب الله”… أداة حرب إيران

شدد النائب الجمهوري مايكل ماكول، على أن العالم “يصبح أكثر أمانا بدون مسؤولي وأعضاء حزب الله الإرهابيين الأشرار. فإسرائيل لم تبدأ هذا التصعيد بل حزب الله الذي هاجم إسرائيل بشكل شبه يومي لمدة 12 شهراً، منذ هجوم حماس الوحشي عليها في 7 أكتوبر. ولا ينبغي لإسرائيل أن تتسامح مع الهجمات المستمرة عليها”.

ومن زاوية أوسع، يرى النائب الديمقراطي أندي كيم، أن الأحداث الأخيرة في لبنان، لا سيما تصفية حسن نصرالله، وسائر أعضاء قيادة حزب الله، يجب أن تشير إلى “نهاية عصر اتسم بالإرهاب في الشرق الأوسط، وتطوي الصفحة نحو مزيد من السلام والاستقرار. إن حزب الله أداة للجهود الشريرة التي تبذلها إيران، لجر الشرق الأوسط نحو حرب واسعة”.

هل يمكن القضاء على نفوذ إيران في لبنان؟

رداً على سؤال برنامج “عاصمة القرار” على قناة “الحرّة” بشأن إمكانية القضاء على نفوذ إيران في لبنان من خلال القضاء على قيادات حزب الله فقط، يقول إليوت أبرامز، المبعوث الأميركي السابق الخاص بإيران، إن “إضعاف حزب الله لا يتحقق فقط بإقصاء قادته. لكن تصفية نصر الله كانت خطوة مهمة، وتُشكل عنصراً أساسياً في تقليص قوة حزب الله”.

ويضيف “هناك عناصر أخرى مطلوبة الآن وهي أنه يتعين على القيادات اللبنانية، من زعماء الدروز والمسيحيين والسنة وحتى الشيعة، أن يدافعوا عن بلدهم، والمطالبة بإنهاء سيطرة حزب الله على لبنان”، حسب تعبير المسؤول الأميركي السابق.

وتعتقد الخبيرة الأميركية باربارا سلايفن، أن “إضعاف “حزب الله” يُضعف النفوذ الإيراني في لبنان، لكن من السابق لأوانه الحكم أن “حزب الله” أُصيب بالشلل بسبب الاغتيالات”.

أصبحت سيطرة إيران على لبنان فعلية وواضحة، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، حيث اختطف حزب الله قرار بلاد الأرز عبر استتباعه لرئاسة الجمهورية ، إضافة إلى رئاستي مجلسي النواب والوزراء. وبينما كانت تركز واشنطن على البرنامج النووي الإيراني، كانت طهران تجتهد في قضم سيادة لبنان ومؤسسات الدولة اللبنانية، والآن التحدي أمام الإدارة الأميركية الحالية والآتية هو كيف يمكن مساعدة لبنان على استعادة سيادته ودولته، التي افتخر قاسم سليماني مراراً بتبعيتهما لمحور إيران.

الشعب اللبناني “رهينة لسلطة إرهابية مسلحة”

يقول ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن “النفوذ الذي مارسته إيران داخل لبنان خلال السنوات الماضية، من خلال دعمها لجماعة مسلحة بالوكالة، كان له عواقب وخيمة على الشعب اللبناني، الذي ينبغي أن يكون له رأي في مساره ومستقبله واتجاه بلده، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يظل رهينة لسلطة إرهابية مسلحة”.

هكذا وصلت إيران إلى حدود إسرائيل، واستقرت هناك عبر “حزب الله” ، ذراعها الأكثر تسليحا وقدرةً وخطراً على إسرائيل.

أيٌ دور لأميركا في تحرير لبنان من النفوذ الإيراني؟

ماذا يجب على الإدارة الأميركية أن تفعل عملياً لإبعاد النفوذ الإيراني عن لبنان، أو على الأقل إضعافه تمهيداً لإنهائه؟

تقول سلايفن، إنه “كلما طال أمد هذه الحرب، كلما زاد التطرف. لذلك على الولايات المتحدة أن تعمل بجد أكبر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان”.

ويعتقد أبرامز، أن “الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة مع فرنسا، للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ودفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني”.

ويرى أن حزب الله أصبح “الآن أضعف عسكرياً، وقد حان الوقت كي تطالب الحكومات الغربية الجيش اللبناني بملء هذا الفراغ في الجنوب. وعلى الولايات المتحدة دعم حكومة لبنانية جديدة تحاول فعلياً أن تحكم لبنان وتنهي فترة هيمنة حزب الله. وإذا لم يحدث ذلك، فإن لبنان لن يعود أبدا إلى كونه دولة قادرة على حكم نفسها”.

هل يرتد حزب الله نحو الداخل اللبناني؟

يخشى اللبنانيون من ارتداد حزب الله على الداخل اللبناني، كما يتوعد قادته بـ”البقاء على قلب اللبنانيين”.

يقول مصطفى علّوش، النائب السابق في البرلمان اللبناني، “إن حزب الله ارتدَ على الداخل اللبناني منذ مدة طويلة. فهذه الميليشيا التابعة لإيران تُشكل تحدياً للبنان واللبنانيين أكثر من إزعاجها لإسرائيل بما يُسمى المقاومة”.

ويدعو علوش واشنطن إعطاء الفلسطينيين حقهم بدولة، كي تسحب الورقة الفلسطينية من أيدي إيران وأتباعها. وحول “تحرير” لبنان من قبضة إيران، يقول النائب اللبناني السابق إن “الضغط الدولي يجب أن يكون على إيران. أما الحديث عن أي حرب أهلية أو مقاومة لبنانية مسلحة ضد وجود حزب الله يعني دمار لبنان من جديد”.

هل يمكن عزل لبنان عن الاحتكاك بين إيران وإسرائيل؟

كيف سيؤثر الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الإيراني مؤخراً على النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة؟

يعتقد أبرامز، أن إسرائيل سترد على إيران. لكن الشيء الحاسم بالنسبة للبنان هو: أن كل ما يحدث بين إسرائيل وإيران يجب أن يبقى خارج نطاق لبنان. وما يجب أن يحدث الآن هو أن تُصِّر إسرائيل والمجتمع الدولي والجيش اللبناني، على أن ما يحدث بين إيران وإسرائيل، أو حماس وإسرائيل، لا علاقة له بلبنان. وما يجب أن نحاول القيام به الآن هو عزل لبنان عن الاحتكاك الإسرائيلي الإيراني”.

نحن جميعاً ننتظر لنرى بوضوح ما ستفعله إسرائيل، رداً على إيران، تقول سلافين، وتضيف “حاولت الولايات المتحدة إقناع الإسرائيليين بأن يجعلوا هذا رداً متناسباً ضد القواعد العسكرية التي أطلقت منها الصواريخ على إسرائيل. إن العمل العسكري ليس هو الحل للمشاكل في هذه المنطقة، نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، نحتاج إلى رؤية الدبلوماسية، نحتاج إلى رؤية العملية السياسية في لبنان تتقدم”.

Share.
Exit mobile version