بوادر حراك دبلوماسي
يشهد لبنان في الفترة الأخيرة بوادر حراك ديبلوماسي صامت يهدف إلى وقف إطلاق النار في ظل التصعيد المستمر في المنطقة.

هذا الحراك يعتمد على قاعدة هدنة الـ 21 يوما، التي قد تمثل فرصة للتفاوض الديبلوماسي من أجل تخفيف التوترات وفتح مسار لتطبيق القرار الدولي 1701.

وقال مصدر وزاري لبناني لـ «الأنباء»: «المفاوضات الجارية تستند إلى محاولة إرساء وقف لإطلاق النار لفترة محددة تمتد إلى 21 يوما، يتم خلالها تقييم ميداني للقدرة على استعادة الهدوء وتهيئة الساحة لمحادثات أوسع نطاقا. ومن المتوقع أن يكون للمسار الديبلوماسي دور محوري في تحديد مدى إمكانية التوصل إلى تهدئة مستدامة، إذ تسعى الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع الدولي، إلى وقف النزاع وتخفيف حدة التصعيد بين جبهات مختلفة، خصوصا في لبنان وغزة».

وأوضح المصدر انه «على رغم الأمل المعقود على الديبلوماسية، فإن تطورات الميدان العسكري تظل العامل الأساسي الذي يحدد مستقبل الصراع. وأصبح واضحا أن العمليات البرية الجارية في جنوب لبنان تؤدي دورا رئيسيا في تسريع وقف إطلاق النار أو إطالة أمد الحرب. كلما زادت حدة الاشتباكات والمواجهات الميدانية، ازدادت الضغوط على الأطراف المتحاربة وعلى الوسطاء الدوليين من أجل البحث عن حل لوقف التصعيد. كما أن نتائج المعارك على الأرض قد تؤثر في شكل كبير على طبيعة الاتفاقيات السياسية والديبلوماسية المحتملة، بعدما فشلت إسرائيل حتى الآن من ان يكون لها موطئ قدم داخل الأراضي اللبنانية».

وأضاف المصدر: «موقف حزب الله قبول وقف إطلاق النار يطرح تساؤلات حول نيته فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، اذ يرى البعض أن هذا القبول قد يعني تمسك الحزب بموقف دفاعي يهدف إلى حماية الساحة اللبنانية من الانزلاق إلى حرب مفتوحة، على غرار ما يحدث في غزة. ويرى آخرون أن هذا القرار قد يكون خطوة ديبلوماسية ضمن حسابات أوسع، تستهدف الحفاظ على التوازنات الداخلية والإقليمية، مع ضمان عدم فقدان السيطرة على التصعيد الميداني في الجنوب».

وأشار المصدر إلى ان «قبول حزب الله بوقف إطلاق النار قد يعني محاولة من الحزب لفصل الجبهتين، أي جبهة لبنان عن جبهة غزة، غير أن هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على المعطيات الميدانية والديبلوماسية، إذ إن أي تصعيد جديد من الجانب الإسرائيلي قد يؤدي إلى إعادة خلط الأوراق وإشعال المنطقة، بحيث لا تعود الحرب محصورة بالجبهتين إنما بجبهات متعددة».

ولفت المصدر إلى ان «المشهد الحالي في لبنان والمنطقة يعكس تعقيدا كبيرا، حيث تتداخل الديبلوماسية مع الميدان، وتظل الأطراف المعنية على أهبة الاستعداد لأي تطور قد يغير ملامح المرحلة».

المصدر: الانباء الكويتية

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version