لماذا فشلت مبادرة الدول العشر لوقف الحرب؟

في حين نسب الى مصدر أمني لبناني انه انقطع الاتصال مع رئيس المجلس التنفيذي في حزب لله السيد هاشم صفي الدين، الذي قيل انه استهدف في مكان في عمق الارض بالغارات ليلة الخميس- الجمعة على منطقة المريجة والكفاءات في بيروت.

ورفضت اسرائيل السماح للمنظمات الدولية ومؤسسات الصليب الاحمر والدفاع المدني بأي عملية حفر أو رفع للانقاض لمعرفة الاشخاص الذين استهدفوا او قضوا بالغارات الكثيفة على هذه المنطقة.

ورداً على سؤال، اعلن مساعد رئيس المجلس السياسي في حزب لله الوزير السابق محمود قماطي انه لم يسمح بالبحث عن المصابين، وبالتالي فمصير السيد صفي الدين لم يتوضح.

وليلاً، نسب الى مصادر ايرانية ان رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآني فقد الاتصال به، بعدما تردد أنه كان في الضاحية الجنوبية، مع السيد صفي الدين عندما غارات الطائرات الحربية الاسرائيلية.

ويأتي التصعيد الاسرائيلي وركوب موجهات العدوان المتلاحقة، مسفيدا من التفوق الجوّي، والتفرد بالطائرات التي تجول وتصول في سماء المنطقة، فتقصف الضاحية والمدن، وتنتقم من الضاحية الجنوبية بغارات غير مسبوق في التاريخ الحديث في أي بقعة من العالم، تذكر بقصف الطائرات الالمانية في عهد هتلر، لمدينة لندن ايام ونستون شرشل، يأتي مع تأكيد لبنان التزامه بالحل الدبلوماسي، من زاوية تطيق القرار 1701، والتعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، من اجل ان تكون «المنطقة آمنة» على حدّ تعبير الرئيس نجيب ميقاتي، كاشفاً ان الرئيس نبيه بري يجري الاتصالات اللازمة لوقف النار الذي يتطلب من اسرائيل الالتزام بوقف النار.

ميقاتي في حديث «لسكاي نيوز» ان الجيش مستعد لتعزيز وضعه من ناحية العديد فورا، ولكن ليس عنده العتاد اللازم، لذلك نحن بحاجة الى بعض الوقت لتعزيزه بالعتاد. وفي الانتظار فنحن نشدد على وجوب تطبيق القرار 1701 كاملا.

وردا على سؤال عما اذا على تواصل مع حزب لله قال: ليس عندي تواصل مباشر، والرئيس نبيه بري هو الذي يجري الاتصالات المناسبة. ومن هذا المنطلق كان تشديدنا ، الرئيس بري وانا، ومن ثم في البيان المشترك مع وليد بك جنبلاط، على الالتزام بتطبيق القرار 1701.

وفي السياق، نفى الرئيس نبيه بري ان يكون تحدث عن قنوات للتفاوض، وهو لم يدلِ بأي تصريح لهذه الجهة.

وفي إطار متصل، قالت مصادر سياسية مطلعة «للواء» أن كل ما يتم تداوله بشأن ملف رئاسة الجمهورية لم يرتق إلى مستوى اتمامه مع العلم أن الاتصالات انطلقت في سياق تهيئة الأجواء كي تنعقد جلسة الأنتخاب بعد مناقشة الأسماء ، ونفت أن يكون قد تم الاتفاق على اسم محدد لاسيما أن هناك جملة مشاورات تحصل وفي كل الأحوال لا تزال مبادرة الحل الأنقاذي تنقلت بين القوى السياسية ، معلنة أن المجال لا يسمح بترف الوقت.

وعليه، يبدوان لبنان وحده معني ومن جهة واحدة بمواصلة الاتصالات لوقف العداون الاسرائيلي على مدنه وقراه، بحيث انقطع الكلام عن مسعى دولي او عربي جديد بعدما فجّر رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتياهو مبادرة الدول العشر في الامم المتحدة لوقف اطلاق النار في لبنان وغزة اواخر ايلول الماضي برغم موافقة حزب لله على المبادرة، وقام بإغتيال الامين العام للحزب السيد حسن نصر لله، فكان واضحاً انه يتّجه الى تفجير المنطقة بكاملها انطلاقاً من لبنان.

واستكمل نتنياهو محاولته تفجير المنطقة، بغارات تدميرية مُمَنهجة لمناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وعمليات اغتيال لبعض القادة الكبار السياسيين والعسكريين في حزب لله والحرس الثوري الايراني، وهو الآن يُمهّد لرد الضربة الى ايران، كونها الوسيلة الاسهل وربما الأنجع برأيه لجرّ ايران الى المواجهة على أمل تدخّل الولايات المتحدة الاميركية فيها لحسم الأمور لمصلحته.

اما لماذا فشلت مبادرة الدول العشر لوقف الحرب والتي اعلنها بيان رئاسي اميركي– فرنسي (بايدن وماكرون) بموافقة ثمانِ دول عربية وغربية، فالجواب كما قال مصدر حكومي لـ«اللواء»: ببساطة… لقد رفضها نتنياهو… فماذا يفعل لبنان اكثرمما فعله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد لله بو حبيب في الامم المتحدة وفي اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين والعرب؟ لقد وقعنا في الفخ وعلقنا به، إذ لم يعد من مخرج او ضؤ في نهاية النفق يشير الى ان ثمّة فرصاً جديدة لإعادة الحوار والتفاوض حول وقف اطلاق النار، وبات التراجع عن التصعيد خسارة سياسية وعسكرية لإسرائيل لا يمكن ان تقبلها.

ويبدو من التقارير الميدانية عن محاولات التوغّل البري الاسرائيلي، ان العملية ستطول خلافاً لما اعلنه الاسرائيليون والاميركيون بأنها ستكون محدودة ولمدة قصيرة، لكن البنتاغون الاميركي اعلن لاحقاً ان اسرائيل لن تخرج من الاراضي اللبنانية التي ستحتلها قبل تحقيق اهدافها، إلّا أن الايام الستة الاولى منذ بدء محاولات التسلل الى بعض القرى، أظهرت عدم قدرة «قوات النخبة» على احتلال ولو قرية واحدة، نظرا لضراوة المواجهة والقدرة النارية الكثيفة للمقاومة لا سيما الصاروخية منها.

وتبعا لمصادر عسكرية، متابعة لم يعد من وسيلة لدى قيادة الاحتلال لتحقيق اهدافها سوى مواصلة محاولات احتلال شريط من الأراضي اللبنانية، ومن دون احتلال هذا الشريط لا يمكن لإسرائيل ان توقف اطلاق النار، وستواصل العدوان الجوي التدميري على المناطق اللبنانية.

المصدر: اللواء

Share.
Exit mobile version