رأت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أن الفوز المحتمل للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، سيكون “خطرًا كبيرًا” على أوكرانيا.
جاء ذلك خلال تحليل للمجلة تناول إستراتيجيات أوكرانيا العسكرية لعام 2025، والتحديات الجيوسياسية التي تواجهها، اعتمادًا على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وبحسب التحليل، “تواجه أوكرانيا سيناريوهات متباينة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي قد تنتهي بفوز الرئيس السابق ترامب، أو نائبة الرئيس الحالي الديمقراطية كامالا هاريس بمنصب الرئيس”.
وتقول “فورين أفيرز” إن “أوكرانيا تحتاج إلى دعم من الغرب، لا سيما الولايات المتحدة، وكل ذلك مرهون الآن بنتائج الانتخابات الأمريكية”.
ويرى التحليل أن “قدرة الغرب واستعداده لمساعدة كييف تعتمد على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإذا فازت هاريس، فمن المتوقع أن تحافظ إدارتها على الدعم الذي قدمته إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا”.
و”في هذا السيناريو، ستدعم واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، هجومًا أوكرانيًّا جديدًا في عام 2025″، كما تقول المجلة في تحليلها، الذي ذهب إلى أنه “بعد تقييم حالة الحرب خلال 3 سنوات، قد تقرر إدارة هاريس الجديدة أن دعم الجهود العسكرية الأوكرانية بشكل أكبر هو أمر ضروري للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنهاء الصراع”.
وبحسب التحليل، “فإنه لتحقيق هذا الدعم، سيتعين على كييف تحقيق انتصارات صغيرة، لكن ذات مغزى، باستخدام الموارد المتاحة الآن، لتقديم إثباتٍ لمفهوم إستراتيجية عام 2025”.
وشدد التحليل على أنه “حال أرادت أوكرانيا أي فرصة لتنفيذ هجوم في عام 2025، فيجب على واشنطن وشركاؤها في كييف، البدء بتنفيذ إستراتيجية جديدة اليوم، إذ يمكن أن يؤدي تعزيز توفير الموارد الضرورية والتدريب إلى تخفيف تأثير فوز ترامب، عبر منح الناتو الوقت للتكيف”.
ولفتت المجلة إلى أن “الحلف الغربي يتخذ بالفعل خطوات في هذا النحو، بما في ذلك الإعلان المحتمل في الصيف المقبل عن إنشاء قيادة عسكرية جديدة في ألمانيا، للإشراف على توفير المعدات والتدريب لأوكرانيا، والتي يمكن أن تعمل في حالة انسحاب الولايات المتحدة من الناتو تحت إدارة ترامب”.
وذهب التحليل إلى أنه “حتى لو فاز ترامب، وقطع الدعم الأمريكي قبل أن يبدأ الهجوم، فإن استمرار تطوير القاعدة الصناعية الأوكرانية ومرافق إنتاج الطائرات المسيّرة، وتحسين قدرات الصيانة للأسلحة والمعدات المقدمة من الغرب، وتدريب وتجهيز القوات الأوكرانية لتنفيذ عمليات حربية مشتركة فعالة خلال الأشهر المقبلة، سيساعد أوكرانيا على تقويض الإستراتيجية العسكرية الروسية”.
وذهب التحليل إلى أن “الأعضاء الآخرين في الناتو قادرون على تقديم الدعم لأوكرانيا لبضع سنوات، ولديهم معًا القوة الاقتصادية لتجاوز إنتاج روسيا الدفاعي”، لافتًا إلى أن “كييف ستظل بحاجة إلى تنفيذ هجوم معتدل في عام 2025، باستخدام مخزون أصغر من المعدات الأوروبية واستغلال المواد المنتجة محليًّا قدر الإمكان”.
وخلص التحليل إلى أنه “حال فوز ترامب وتحول الولايات المتحدة نحو الانعزالية، يمكن أن تساعد الخطوات التي تتخذها كييف الآن في الاستعداد لهجوم الصيف على الأقل، في وضع القوات الأوكرانية للحفاظ على دفاعاتها والاستمرار في إضعاف روسيا خلال العام المقبل”.
وختم بالقول: “لكن إذا فازت هاريس، وحافظت على الدعم الأمريكي أو حتى وسعته، يمكن لأوكرانيا أن تهدف إلى تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة بحلول أواخر 2025