اعتبر تقرير لمجلة “فورين أفيرز” أن تجنب حرب شاملة في لبنان لا يزال أمرا ممكنا، لا سيما أنّ الطرفيْن لا يرغبان في مثل هذا التصعيد.

وقال تقرير المجلة، إن زعيم “حزب الله” حسن نصر الله اختار، بدلاً من تطويق إسرائيل بـ “حلقة من النار” كما طلب زعيم “حماس” يحيى السنوار،  نهجاً وسطاً يتمثل في التصعيد التدريجي، وهو جهد عملي للإشارة إلى التضامن مع “حماس” دون المخاطرة بمصير الحزب باعتباره الذراع الأكثر تطوراً وفتكاً لشبكة وكلاء إيران.

وأضاف أنه “منذ ذلك الحين، واصل “حزب الله” تصميم هجماته بحيث تظل دون عتبة حريق واسع النطاق، وقد مارست الميليشيا ضغوطاً مستمرة على شمال إسرائيل، ما أجبر ما يقدر بنحو 80 ألف مدني على إخلاء منازلهم، وخلق تحدياً سياسياً للائتلاف الحاكم الإسرائيلي، وأجبر الجيش الإسرائيلي على تخصيص دفاع جوي وقوة جوية وأفراد محدودين للشمال”.

وأشار التقرير إلى أنّ “النطاق الجغرافي لهجمات “حزب الله” كان محدودًا، ويستهدف المواقع العسكرية بدلاً من المناطق المدنية، إضافة إلى اختيار الأسلحة المستخدمة، والامتناع عن الاعتماد على ترسانة من الصواريخ الموجهة بدقة، وهذا أمر بالغ الأهمية” وفق وصفه.

وتابع التقرير أنه “على الرغم من التصاعد السريع للعمليات بين الطرفين ابتداء من يوليو الماضي عندما قتلت قذيفة 12 طفلا درزيا، مرورًا باستهداف القائد العسكري فؤاد شكر، وهجمات أجهزة الاتصال غير المسبوقة واغتيال قادة الرضوان، ووصولا إلى القصف غير المسبوق في اليومين الأخيرين، فإن رد فعل “حزب الله” يُشير إلى رغبة محدودة في التصعيد ولا يُمانع من العودة إلى الوضع التصاعدي التدريجي بحسب نصر الله.”

وأشار التقرير إلى أن “حزب الله” يعلم تمامًا أنه سيخسر أكثر بكثير مما قد يكسبه من حرب واسعة النطاق مع إسرائيل، وأن أي حملة عسكرية برية إسرائيلية الآن لن تقتصر فقط على ردع الحزب وضرب الأهداف العسكرية وجنوب لبنان، بل ستهدف إلى إخراجه من مواقعه الراسخة وتدمير ترسانته.

وفي المقابل، يبدو أن إسرائيل لا تريد الدخول في مواجهة مفتوحة بعد ما عاناه الجيش من إنهاك في غزة، إضافة إلى استنفاد مخزونات الذخيرة، وتراجع التأييد الشعبي لقادة إسرائيل، ومعاناة الاقتصاد وتآكل مكانة إسرائيل الدولية والإقليمية إلى حد كبير.

وتابع التقرير أنه “على الرغم من الحوافز الواضحة لكل من إسرائيل وحزب الله لوقف التصعيد، فإن الجانبين محاصران في دائرة تصعيدية يحكمها الفعل ورد الفعل المقابل وبحيث وصلت الهجمات إلى حيفا في إسرائيل والضاحية الجنوبية في لبنان.

ورأى التقرير أنه لا يزال ممكنًا منع نشوب حرب واسعة النطاق من خلال تعزيز الولايات المتحدة جهودها الرامية إلى وقف التصعيد ومضاعفة الضغط على إيران وحزب الله للقبول بالتفاوض والحلول الدبلوماسية.

وأكد أنه “على الجانب الآخر يتعين على الولايات المتحدة أن تستمر في دفع إسرائيل إلى توضيح خطتها لتقليص العمليات العسكرية ضد “حماس” وإعطاء الأولوية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، ما يسمح بالوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار يخلص المنطقة من حجج كافة الأطراف في استمرار التصعيد والمواجهة.”

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version