وصلت رسائل عديدة إلى هواتف اللبنانيين صباح اليوم الإثنين، تطلب منهم الابتعاد عن بلدتهم حتى إشعار آخر، في حال كانت منازلهم قريبة من مخازن أسلحة لحزب الله. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم خرق شبكة الاتصالات الأرضية، حيث جرى الاتصال بالمواطنين مطالبًا إياهم بالإخلاء.
في هذا الإطار، أكّد الخبير في الحوكمة الرقمية ربيع بعلبكي، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “العدو الإسرائيلي يستخدم تفوقه التكنولوجي في الذكاء الاصطناعي والاتصالات ضمن حملة تضليلية تهدف إلى استهداف المدنيين اللبنانيين”.
وأوضح بعلبكي أن “هذه الحملة تعتمد على نشر فيديوهات مفبركة تظهر أسلحة داخل المنازل المدنية، وذلك بهدف خلق حالة من الذعر بين السكان”.
وشدد على أن “إسرائيل خرقت شبكة الاتصالات اللبنانية، من خلال الاتصال بالشبكة الأرضية في الجنوب، وإرسال رسائل نصية للمواطنين تدعوهم إلى مغادرة مناطق معينة بزعم وجود مواقع تابعة لحزب الله”.
وجزم بأن “هذه الأساليب غير قانونية وتشكل اعتداءً صارخًا على خصوصية المدنيين، وعلى الأمن القومي الوطني”.
وأضاف: “هذه الأساليب هي أيضًا جزء من الحرب النفسية تهدف إلى ترويع المدنيين ومحاولة تشويه صورة المقاومة، لكن الشعب اللبناني واعٍ لهذه الألاعيب، ولن تنطلي عليه هذه الأكاذيب”.
واعتبر أن “هذه الحملة، رغم تطورها التكنولوجي، لا تحقق أهدافها، بل على العكس، زادت من تماسك اللبنانيين وصلابتهم”.
ولفت إلى أن “حزب الله بدوره أرسل ردًا بالمثل يطلب من المستوطنين في فلسطين الابتعاد عن المصانع والمراكز العسكرية الإسرائيلية، علمًا أن الحزب حتى الآن يحصر ضرباته وأهدافه بالتمركزات العسكرية، بعكس العدو الإسرائيلي الذي يموه عملياته ويفضح جرائمه الغريبة من نوعها في العالم. كما أن الرسائل لتبرير عدم الرد على المواقع المدنية الإسرائيلية غير مبررة وغير قانونية، ولا تحترم الخطوط الحمراء للحروب، بل تتخطاها بفظاعة لا مثيل لها”.
وفي الختام، شدد بعلبكي على “ضرورة عدم الاستجابة لهذه الحملات المغرضة، داعيًا المواطنين إلى الثبات والصمود في وجه هذه الهجمات النفسية التي تمثل عنصرًا من عناصر الحروب”.