عن “مجزرتي الثلاثاء والاربعاء”.. نصرالله يتوعد اسرائيل: الحساب عسير!

لفت الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى ان “ما دعاني للحديث اليوم هو التطورات في اليومين الأخيرين بينما كنت أوفّر الحديث للذكرى السنوية لطوفان الأقصى”، مشيرا إلى ان ” ما جرى خلال اليومين الماضيين يستدعي تقييما وموقفا”.

وشكر نصرالله الحكومة ووزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الصحية ومؤسسات الدفاع المدني والاطباء والممرضين على جهودهم، ما شهدناه هو تعاطي إيجابي وجدي وكبير واهتمام عال، الشكر لكل الذين تبرعوا بالدم في مختلف المناطق اللبنانية، الشكر لكل من بادر في نقل جريح، الشكر لكل من بادر للمساعدة ولكل من تضامن بمعزل عن أي اعتبارات طائفية أو سياسية، مؤكدا ان الهجمات الأخيرة أدت إلى عدد كبير من الإصابات في العيون وهذا ما سبب الضغط على المستشفيات لأنه غير مهيئة لهكذا حالات. وأضاف: “الشكر لكل الدول التي أدانت هذه الجريمة البشعة وكل الدول التي قدمت مساعدتها للبنان”.

ولفت إلى انه تم استهداف آلاف أجهزة البيجرز وتم تفجيرها في وقت واحد، العدو تجاوز الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء، لم يكترث لأي شيء، التفجيرات وقعت بعضها في مستشفيات، في صيدليات، في أسواق ومنازل، حيث يتواجد الكثير من النساء والاطفال والمدنيين، هو استهدف وسيلة مدنية مستخدمة لدى شرائح كبيرة في المجتمع وليس لدى الحزب فقط، والاربعاء أيضا فجر أجهزة لاسلكية غير مكترثا لحامليها، ارتقى عشرات الشهداء نتيجة هذا العدوان بينهم نساء وأطفال وأصيب الآلاف بالجروح.

وعن تفجير البيجرز، قال: “العدو يفترض ان عدد البيجرز يتجاوز ال 4000 آلاف جهاز موزعا على عناصر حزب الله وعدما قام بتفجيرها كان يعمد قتل 4000 آلاف انسان في دقيقة واحدة، بمعزل عمن قد يقتل في محيطهم، هذا مستوى اجرام العدو وفي اليوم الثاني ايضا كانت نيته قتل الآلاف ممن يحملون أجهزة اللاسلكي، وبالتالي على مدى يومين كان العدو مستعدا لقتل ما لا يقل عن 5000 انسان في دقيقتين ودون الاكتراث لأي ضابطة، ونحن سنتبنى مصطلح مجزرتي الثلاثاء والاربعاء لما حصل لتضاف إلى مجازر العدو في المنطقة وهذه الهجمات ترقى إلى اعلان حرب”.

وأوضح نصرالله انه “شكلنا لجان تحقيق داخلية متعددة فنية وأمنية وتقنية وتم درس كل الاحتمالات والفرضيات ووصلنا إلى نتيجة شبه قطعية ونحتاج إلى بعض الوقت لجزم النتيجة، مجمل هذا الملف من المنتج إلى المستهلك إلى لحظة التفجير هو محل تحقيق ليبنى على الشيء مقتضاه”، وأضاف: ” لا شك اننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ مقاومتنا وربما في تاريخ الصراع مع العدو”. وتابع قائلا: “تلقينا ضربة قاسية لكن هذا هو حال الحرب وندرك أن لدى العدو تفوقاً تكنولوجيا ولا سيما أنه مدعوم أميركياً وغربياً، وعندما ندخل في هذا الصراع نراهن على الجهد والجهاد والاستنزاف وقد انتصرنا مراراً حتى الآن، يوم لنا من عدونا ويوم لعدونا منا .. واليومان الماضيان كانا ثقيلين وامتحاناً كبيراً سنتمكن من تجاوزه بشموخ المهم ألا تسقطنا هذه الضربة الكبيرة وهي لن تسقطنا بل سنصبح أشد صلابة وعزماً وعوداً وقدرة على تجاوز كل المخاطر”.

وأكد ان “الجبهة اللبنانية لا شك أنها ضاغطة ومن أهم اوراق التفاوض التي تملكها المقاومة الفلسطينية ، العدو منذ اليوم الاول سعى إلى إيقاف جبهة الاسناد اللبنانية، واستخدم الكثير من محاولات الضغط والتهويل إلا انه لم ينجح، كل محاولتاه فشلت والمقاومة أصرت على موقفها وأيضا مصرون رغم ما فعله العدو في اليومين الماضيين وهو أعلى مستوى اجرامي”. وشدد على ان حبهة لبنان لن تتوقف قبل ان تتوقف الحرب على غزة، بعد كل الشهداء والجراح والآلام أيا تكن التضحيات والعواقب وأيا تكن الافق، المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة”.

وكشف السيد نصرالله انه “مورست الكثير من الضغوط والتهديدات والاعتداءات من أجل وقف جبهة الجنوب وفي هذا السياق جاءت الضربة الأخيرة، وصلتنا يوم الثلاثاء رسائل عبر قنوات رسمية وغير رسمية هو وقف دعم غزة وإطلاق النار من الجنوب، وتبلغنا عبر قنوات رسمية وغير رسمية تهديدات بالمزيد من الضربات في حال لم نوقف إطلاق النيران ونحن لا يمكن أن نخضع لهذه التهديدات أو أن نوقف دعم غزة، جوابنا هو باسم الشهداء والجرحى أن جبهة لبنان لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة أيّاً تكن التضحيات والعواقب والاحتمالات والأفق”.

وتابع قائلا: “العدو هدف إلى ضرب بيئة المقاومة وإتعابها واستنزافها وإخضاعها وأن تصرخ للمقاومة وتقول “كفى”، تصريحات الجرحى أنفسهم تعكس معنوياتهم وصبرهم العظيم وعزيمتهم على العودة إلى الميدان وهذا رد آخر للعدو، لافتا إلى ان “العدو هدف كذلك إلى تدمير بنية المقاومة وضرب نظم القيادة والسيطرة وضرب أكبر عدد من القادة وإحداث الفوضى والضعف في بنيتنا وهو لم يحصل أبداً، لا انه لم يحصل أي ضعف في بنية المقاومة ولو للحظة واحدة وكنا جاهزين على الجبهة لأي سيناريو وهي لم تتزلزل ولم تهتز وعلى العدو أن يدرك أنه لا يمكن المس ببنيتا وعزيمتنا وإرادتنا وهو أحمق وغبي ولا يفهم العمق المعنوي لبيئتنا”.

وعن الحديث عن نقل ثقل الجبهة الى شمال اسرائيل، قال: “من أهدافهم اعادة المستوطنين الى الشمال واقول: انت يا نتانياهو هل يمكنك تحقيقه؟ هذا التحدي ونحن قبلناه ولن تستطيعوا ان تعيدوا سكان الشمال الى مستعمرات الشمال وافعلوا ما شئته”.

وعن التهديد الاسرائيلي باجتياح الجنوب، قال: “نأمل أن تدخل إسرائيل جنوب لبنان لأنها ستكون “فرصة تاريخية”، المقاومة عام 78 وبعدها المقاومة بكل فصائلها عام 82 كان تركيزها على تحرير “الشريط الحدودي”، وإذا أقام العدو حزاماً أمنياً فإن عليه أن يعلم أنه سيتحول إلى فخ ووحل وكمين وسيواجه بحساب عسير”، مضيفا: “قائد المنطقة الشمالية اقترح اقامة حزام امني داخل الاراضي اللبنانية واقول له نتمنى ذلك لان جنود العدو لديهم تحصينات ضخمة وهناك اجراءات بالاختباء ونحن نفتش على الجندي والدبابة الصهيونية لاستهدافهم ولكن في حال قرروا المجيء بانفسهم نقول لهم “اهلا بكم””.

وعن مجزرتي الثلاثاء والاربعاء، قال: “هذا الاعتداء سيواجه بحساب عسير، انتظروا الرد، والخبر هو ما ترون لا ما تسمعون، الحساب سيأتي وسنحتفظ بالزمان والمكان بين أنفسا وضمن أضيق دائرة بين أنفسنا”.

 

 

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version