هل ستشن إسرائيل هجوماً برياً على لبنان؟

يقول دبلوماسي أجنبي إن إسرائيل نصبت فخاً لمحور إيران قبل نحو عام جعلته يشتري أجهزة إتصالات مفخخة بديلا. رإمن الهاتف الخلوي الذي تولت طائراتها الحربية قصف وقتل جميع مستخدميه.

ويضيف الدبلوماسي المتخصص بتعقب النشاطات التي يصفها بالإرهابية أن تخصص الطائرات الحربية الإسرائيلية ولعدة أشهر في قصف وقتل مستخدمي الخلوي حرم محور إيران من وسائل تواصل، ما دفعه لشراء أنظمة إتصال بديلة كانت المخابرات الإسرائيلية قد أعدتها وفخختها.

محور إيران “إبتلع الطعم” swallowed the bait حسب قول الدبلوماسي، فإشترى نظامي تواصل كانت المخابرات الإسرائيلية قد فخختهما مسبقاً وتركتهما في السوق بإسم شركة إتصالات مقرها في دولة أوروبية، تبين لاحقاً أنه مقر وهمي لشركة غير موجودة.

ما ساعد على وصول الأجهزة الملغومة إلى لبنان هو أن محور فارس أدخلها عبر معابره الخاصة غير الخاضعة لأي تدقيق رسمي.

وزير الإتصالات اللبناني جوني قرم قال للصحافيين إن أفضل طريقة لإستيراد أجهزة إتصال هي عبر الوكيل الشرعي والمعابر اللبنانية الشرعية التي تعرّضها لفحوص دقيقة، مشدداً على أن الوزارة لم تُرخّص لأي أجهزة مناداة pager تعمل بالتواصل اللاسلكي منذ عشر سنوات.

بغض النظر عن كيفية تسلل أنظمة التواصل اللاسلكية إلى لبنان، يذكر أن القاعدة العامة هي أن البرق lightning “الطبيعي” لا يضرب في نفس المكان مرتين. في لبنان البرق “البشري” خالف القاعدة مرتين:

– المرة الأولى في 4 آب العام 2020 عندما أغارت طائرة حربية إسرائيلية على العنبر رقم 9 المحسوب على حزب إيران في مرفأ بيروت فأحدثت إنفجاراً وحريقاً إمتد خلال ثوان إلى العنبر رقم 12 حيث تُخزّن أطنان من متفجرات نيترات الأمونيوم ما تسبب بإنفجار ثان هائل وتصاعدت أعمدة دخان من المرفأ بلونين، رمادي و قرنفليpink) )ما يعكس حقيقة أنهما نتيجة إحتراق شحنتين مختلفتين، تسبب بمئات الشهداء أساساً من طواقم الإطفاء التي سارعت للقيام بالواجب فأصابها الإنفجار الثاني الذي خلّف أيضاً آلاف المتضررين المصابين بإعاقات دائمة والمهجرين من منازلهم التي دمرها الإنفجاران.

رئيس الوزراء حسان دياب أعلن يوم الأربعاء في 5 آب 2020 “يوم حداد وطني” وقدم إستقالة حكومته بعد خمسة أيام إثر إلغائه، ومن دون أي تبرير أو تفسير، زيارة كان قد أعلن أنه سيقوم بها إلى المرفأ، لتفقد ما جرى. لماذا ألغى دياب زيارته أو من نصحه بإلغائها؟ التساؤل يبقى دون إجابات رسمية.

الوحيد الذي دخل المرفأ بعد التفجيرين مباشرة هو المصور الصحافي الزميل .جوزيف بجاني الذي كان مزوداً بتصريح خاص من مرجع رفيع في قيادة الجيش. لكنه قُتل بكاتم الصوت أمام منزله في بلدته الكحالة، في 21 كانون الأول من ذلك العام المشؤوم، وتم سلب هاتفه الخلوي وسحب الكاميرات من موقع الإغتيال.

وإنسحب القتلة في الأودية، ولا يريد أحد أن يعلم إلى أين ذهبوا كي لا يلتحق بالزميل بجاني شهيد الحقيقة في بلد مصير الصادقين فيه هو الموت.

– المرة الثانية التي خالف فيها البرق”البشري” قانون الطبيعة حصلت بعد ظهر يوم الثلاثاء في 17 أيلول الجاري عندما فجّرت إسرائيل آلاف أجهزة المناداة الموزعة على كوادر غير مقاتلة منتمية إلى حزب إيران ما تسبب بآلاف الإصابات وكسر قاعدة عدم تكرار الضربة مرتين في نفس المكان.

وزير الصحة فراس الأبيض أعلن خلال جولة على المستشفيات مساء الثلاثاء إنه يتم إجراء عمليات جراحية “شبه متواصلة غالبيتها للعيون”.

الإصابات في العيون تعكس حقيقة أن أجهزة المناداة المرتبطة بشبكة لاسلكية خاصة غير تابعة لموزعي الإنترنت توجه رسائل مقروءة، مسبوقة بإشارة صوتية تحث المتلقي على محاولة قراءة المحتوى فيحصل الإنفجار الذي يصيب العيون والوجه والأيدي والخصر، ما يعني أن المنظومة مكونة من شبكة تبليغ لا تخاطب بإتجاهين.

لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الذين أصيبوا ولكنهم بالآلاف وموزعين على أكثر من مكان واحد في لبنان وصولاً إلى سوريا.

تفجير شبكة المناداة لم يكسر فقط قاعدة عدم تكرار البرق مرتين في نفس المكان، بل ضرب كل ما سبقه من تكهنات محلية بإقتراب حلول لعقدة طوفان حماس وربط مصير جنوب لبنان بها قبيل الذكرى السنوية الأولى لإندلاعها في 7 تشرين الأول المقبل .

مصير أهالي جنوب لبنان دخل في المجهول، وتزايدت طلبات هدن مؤقتة من إسرائيل عبر اليونيفل لإخلاء ما تبقى في المنازل والمصالح المدمرة، ما يعكس قناعة متزايدة لدى الأهالي بعدم القدرة على العودة ،أو عدم القدرة على إعادة الإعمار لأن الدول المقتدرة ترفض الإستثمار في تمويل أي حل في ظل بقاء حزب إيران ممسكاً بقرارات منظومة السلطة.

وكانت إسرائيل قد أطلقت فجر 25 آب الماضي حملة جوية مركّبة لتدمير مصادر وترسانة أسلحة حزب إيران في لبنان وسوريا، يليها عملية إستنزاف ما تبقى لدى الحزب في ترسانته تمهيداً للقيام بهجوم بري يكون خاتمة الصراع الذي تريده إسرائيل خاليا من أي دور لمحور إيران.

بعد تدمير مخازن ومواقع الحزب في جنوب لبنان فجر 25 آب الماضي على طول ضفتي نهر الليطاني، إنتقلت إسرائيل إلى تدمير مصنع صواريخ الحزب ومسيّراته في منطقة مصياف بسوريا، تلاها إنزال قوات كوماندوس تولت تدمير ما تبقى ومصادرة وثائق على علاقة بما كان يجري إنتاجه في ما عرف بالمركز السوري للدراسات الإستراتيجية Syrian Scientific Research Center (SSRC) بمنطقة مصياف، إضافة إلى خطف عناصر إيرانية وهو ما نفاه الحرس الثوري الإيراني، من دون أن يعني ذلك بالضرورة عدم صحته.

إستخدمت إسرائيل في إستهداف ترسانة الحزب في جنوب لبنان وعلى الحدود مع سوريا قنابل إرتجاجية (Concussive Bombs) أو Bunker Buster Bombs لتدمير أهداف عميقة تحت سطح الأرض، ما ينتج عن إنفجارها أرتجاجات تشبه الهزة الأرضية ودوي هائل.

فهل تحضر إسرائيل لإجتياح بري للبنان؟؟؟

الأرجح أن إسرائيل ستعتمد مبدأ رفع وتيرة الغارات الجوية وعمليات الإغتيال إلى ما بعد إستلام الإدارة الأميركية الجديدة، على أن تقرر بعدها ما إذا كانت ستشن حملة برية على لبنان ووفق أي توجه، هل عبر تقسيم جنوب لبنان إلى شرائح أفقية أم عبر إنزالات كوماندوس على قمم سلسلة الجبال الغربية لتشرف منها على معركة دبابات بغطاء جوي متفوق ضد محور إيران في سهل البقاع؟

وكان الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قد ذكر أنه “يبدو وفق كلّ التوقّعات أنّ الحرب لن تنتهي، وأنّنا فقط في بدايتها.”

وأضاف جنبلاط: ” … أمّا ​لبنان​ فالتّسوية هي الحل”.

أي تسوية ستنقذ كياناً لم تنجح دولته في توحيد شعوبه منذ إعلانه كبيرا سنة 1920؟؟؟وعلى ماذا يراهن جنبلاط؟؟

محمد سلام – هنا لبنان

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version