رأى محللون فرنسيون أن اليسار الفرنسي لن يستطيع عزل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم تصاعد الأصوات الداعية إلى تغيير القيادة، ولكن سيظل الإجراء في حد ذاته علامة في تاريخ فرنسا.

وقال الباحث السياسي الفرنسي، والأستاذ في جامعة باريس-دوفين، فابريس دالميدا لـ “إرم نيوز” إن ماكرون يواجه تحديات عديدة منذ وصوله إلى السلطة في العام 2017، موضحاً أن سياساته الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك إصلاح نظام التقاعد، أثارت انتقادات واسعة واحتجاجات من قبل مختلف فئات المجتمع.

ضغوط متصاعدة

وأضاف فابريس دالميدا أنه “على الرغم من أن ماكرون نجح في الانتخابات الرئاسية لعام 2022، بيد أنه يواجه ضغوطًا متزايدة من المعارضة”.

وأوضح أن حزب “فرنسا الأبية” اليساري المتطرف الذي يقوده جان-لوك ميلانشون، هو أحد أبرز قادة اليسار الذين يدعون إلى عملية العزل، ويركز الحزب على قضايا مثل العدالة الاجتماعية، مكافحة الفقر، وتعزيز حقوق العمال.

وتابع الباحث قوله “كما أن حزب البيئة والخضر، يركز على القضايا البيئية والعدالة الاجتماعية، ولكنه يتبنى سياسة أكثر تحفظًا في مواجهة ماكرون، ويظل جزءًا من المشهد اليساري”.

ورأى فابريس دالميدا أن هذين الحزبيْن بمفردهما، لن يستطيعا عزل ماكرون، رغم تصاعد الأصوات الداعية إلى تغيير القيادة، مشيراً إلى أنه في الوقت نفسه سيظل الإجراء في حد ذاته رمزياً وعلامة في تاريخ فرنسا.

في المقابل، قال الباحث السياسي الفرنسي، الأستاذ في جامعة باريس-8، المهتم بدراسة الحركات السياسية والتحولات في الأيديولوجيات اليسارية سيباستيان ديفيرو لـ”إرم نيوز” إن هناك جبهة من الأحزاب معارضة لإجراء العزل رغم عدم تأييدهم لماكرون، بينهم حزب الجمهوريين، اليمين الوسط الذي ينحدر منه رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه، كما أن اليمين المتطرف نفسه يرفض فكرة العزل رغم معارضته لماكرون.

ورأى سيباستيان ديفيرو أن أبرز التحديات التي تواجه اليسار الفرنسي هي التنسيق بين الأحزاب اليسارية، مشيراً إلى أنه تاريخي، وقد كانت هناك انقسامات كبيرة بين هذه الأحزاب، ما يصعب تحقيق أهداف مشتركة.
ومن بين التحديات أيضاً أن اليسار يفتقر إلى الدعم الشعبي، إذ يجب عليه تحقيق دعم شعبي واسع لتنفيذ أي محاولات لعزل ماكرون، وهذا يتطلب إستراتيجيات فعالة للتواصل مع الفرنسيين وتعبئة الاحتجاجات.

السيناريوهات المحتملة

وأشار سيباستيان ديفيرو إلى أن السيناريو الأول، هو النجاح عبر المعارضة الشعبية، موضحاً أنه إذا نجح اليسار في جذب دعم شعبي واسع، قد يتمكن من إحداث تغيير سياسي عبر الضغط على ماكرون للتنازل أو التراجع عن بعض السياسات.

أما السيناريو الثاني الذي طرحه الباحث السياسي الفرنسي، فهو الفشل بسبب الانقسامات الداخلية، مشيراً إلى أنه في حال عدم قدرة أحزاب اليسار على التنسيق، أو عدم حصولهم على دعم شعبي كافٍ، فقد تظل محاولاتهم بعزل ماكرون غير فعالة.

واعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن على اليسار العمل على بناء تحالفات قوية وتنسيق الجهود لتحقيق أهداف مشتركة، والمزيد من التواصل مع الجمهور وتطوير إستراتيجيات فعالة للتواصل مع المواطنين لزيادة دعمهم، إضافة إلى ضرورة تقييم وتعديل الإستراتيجيات بناءً على التطورات السياسية والاقتصادية.

ورأى سيباستيان ديفيرو أن قدرة اليسار الفرنسي على عزل الرئيس ماكرون تتطلب تنسيقًا عاليًا بين الأحزاب، ودعمًا شعبيًا قويًا، وإستراتيجيات سياسية فعالة.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version