كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مشاركة طالبي اللجوء الأفارقة في حرب غزة مقابل منحهم الإقامة في البلاد.
وقالت الصحيفة، فيما وصفته بالسبق لأول مرة، إن إسرائيل تستخدم طالبي اللجوء فيما أسمته المجهود الحربي في قطاع غزة مقابل المساعدة في الحصول على الإقامة.
“وشارك طالبو لجوء من أفريقيا، دونما تحديد جنسيات، في عمليات تهدد حياتهم، وحتى الآن، لم يحصل أي منهم على وضع دائم”.
“ولم تتم مناقشة الجانب الأخلاقي لتجنيدهم، وتم إسكات الانتقادات”، وفق اعتراف الصحيفة الإسرائيلية.
وأفاد تحقيق “هآرتس” الذي كتبه يانيف كوبويتز ويبر بيليج أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خاطرت بحياة طالبي اللجوء من أفريقيا بحياتهم، بمقابل لم يحصلوا عليه أساسا.
وبحسب الأدلة التي حصلت عليها، من مصادر أمنية لم تشر لهوياتها، فقد تم استخدام طالبي اللجوء الأفارقة في حرب غزة، بطريقة منظمة ورافق ذلك تقديم المشورة القانونية لجهاز الأمن لتغطية الأمر، لكن الجانب القيمي لتجنيد طالبي اللجوء لم تتم مناقشته على الإطلاق.
وحتى الآن لم يتم منح أي وضع قانوني لأي من طالبي اللجوء الذين شاركوا في الحرب.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إنه يعيش في إسرائيل نحو 30 ألف طالب لجوء من أفريقيا، معظمهم من الشباب، ونحو 3500 منهم سودانيون يتمتعون بوضع مؤقت حصلوا عليه من المحكمة في ظل عدم صدور قرار بشأن طلبات لجوئهم.
وفي هجوم 7 أكتوبر، قُتل ثلاثة من طالبي اللجوء بعد ذلك، تطوع الكثير منهم في الزراعة، وفيما يسمى بالجيش المدني، وكان هناك أيضًا من طلب التطوع في الجيش الإسرائيلي. حسب الادعاء الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، أدرك النظام الأمني الإسرائيلي أنه من الممكن الاستفادة من رغبة طالبي اللجوء الأفارقة في الحصول على وضع دائم ومساعدتهم، مقابل مشاركتهم في الحرب، مع الضغط على الاحتياطي وطول الحرب ورفض المتدينين التجنيد في الجيش.
وتسرد “هآرتس” حالات ممن تم تجنيدهم من طالبي اللجوء الأفارقة في الجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى من رمزت له بالحرف “ألف”، والذي قال إنه طلب التجنيد في الجيش الإسرائيلي في محاولة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، مثل طالبي اللجوء الآخرين.
ووفق الصحيفة، قال له مسؤول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية،: “إذا ذهبت لغزة وحاربت معنا، يمكنك الحصول على وثائق إقامة من إسرائيل”.
وفي أحد الأشهر الأولى للحرب، تلقى “أ” مكالمة هاتفية من الشرطة، طلب منه رجل عرّف نفسه أنه شرطي، الحضور إلى منشأة أمنية في أسرع وقت ممكن، دون تفسير.
وقيل له: “تعال، سنتحدث، وعندما وصل إلى المنشأة، استقبله من وصفهم بـرجال الأمن، وأخبروه أنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش، وأن هذه حرب وجود لدولة إسرائيل”.
وكانت هذه المحادثة الأولى في سلسلة من المحادثات بين “أ” طالب اللجوء الأفريقي وبين رجل قدم نفسه على أنه عضو في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويقوم بتجنيد طالبي اللجوء في الجيش.
استمرت المحادثات حوالي أسبوعين، وانتهت عندما قرر “أ” عدم التجنيد.
وتعترف مصادر أمنية إسرائيلية وفق الصحيفة، بأن طالبي اللجوء الأفارقة ساعدوا المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في عدة عمليات، بما في ذلك تلك التي حظيت بتغطية إعلامية.
وقالت “هآرتس” إن من اعترضوا على هذه الظاهرة قالوا إنها استغلال للفارين من الحروب في بلدانهم، لكن تم إسكات هذه الأصوات المنتقدة.
ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إنه لم يحصل أحد من المحاربين طالبي اللجوء الأفارقة على أي أوراق مقابل مشاركتهم في الحرب، على الرغم من إجراء فحوصات في بعض الأحيان فيما يتعلق بمنح الإقامة لطالبي اللجوء الذين ساعدوا في القتال.
وذكرت الصحيفة أيضًا أن وزارة الداخلية الإسرائيلية تدرس إمكانية تجنيد الجيل الثاني من طالبي اللجوء، الذين تلقوا تعليمهم في نظام التعليم الإسرائيلي، في الجيش الإسرائيلي.
وفي الماضي، منحت الحكومة إقامة لأبناء العمال الأجانب، ومنهم من خدم في الجيش الإسرائيلي.