رأى محللون فرنسيون، أن رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، يتمتع بمقومات المرشح الرئاسي ويمكنه المنافسة بقوة على الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة 2027، إلا أنهم حذروا من التحديات التي يمكن أن تواجهه أبرزها الرغبة في التجديد السياسي وظهور منافسين أقوياء.

وقال أستاذ في العلوم السياسية في جامعة باريس دوفين، المتخصص في دراسة السياسات الفرنسية والأنظمة السياسية، دومينيك بوجيه لـ”إرم نيوز” إن ميشيل بارنييه، السياسي الفرنسي المعروف بخبرته الطويلة في السياسة الأوروبية والدولية، يبرز كأحد الأسماء البارزة في المشهد السياسي الفرنسي.

وبعد مسيرته المميزة كوزير للشؤون الأوروبية ورئيس للمفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، يظل السؤال مطروحًا، هل سيفكر بارنييه في الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2027؟

واعتبر بوجيه أن بارنييه، الذي تولى العديد من المناصب الهامة خلال مسيرته، أبرزها وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي، أحد الشخصيات السياسية ذات الوزن الثقيل في فرنسا.

وأضاف بوجيه أنه “بعد فشله في الحصول على ترشيح حزب الجمهوريين للرئاسة في انتخابات 2022، لا يزال بارنييه يتمتع بقاعدة دعم قوية وخبرة واسعة تؤهله للعب دور بارز في السياسة الفرنسية”.

بدوره، قال الباحث السياسي في معهد العلوم السياسية في باريس، أوليفييه دوفو لـ”إرم نيوز” إن الدوافع المحتملة لترشح بارنييه للانتخابات الرئاسية تكمن في الخبرة السياسية الدولية والمحلية الهائلة، والتي تتضمن دوره كمفاوض رئيسي في عملية بريكسيت وإدارته لعدة وزارات.

ورأى دوفو أن هذه الخبرة قد تكون دافعاً قوياً له للتفكير في الترشح للرئاسة، حيث يمكنه تقديم رؤى استراتيجية وممارسات ملموسة للإصلاحات في فرنسا.

كما اعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن بارنييه معروف بتصريحاته حول الحاجة إلى إصلاحات جذرية في النظام الفرنسي، بما في ذلك قضايا مثل الاقتصاد والأمن والسياسة الاجتماعية، وإذا رأى أن الترشح للرئاسة هو السبيل الوحيد لتحقيق هذه الإصلاحات، فقد يكون دافعًا قويًا له للترشح.

وقال دوفو إن الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2027 هو خيار ممكن بالنسبة لميشيل بارنييه، بينما يواجه تحديات كبيرة، يمتلك بارنييه أيضاً فرصاً مميزة بفضل خبرته السياسية وشبكة علاقاته.

وتابع: “إذا قرر الترشح، سيتطلب الأمر منه تقديم برنامج قوي وتحديث استراتيجي يتماشى مع تطلعات الناخبين الفرنسيين”.

التحديات المحتملة

وبالنسبة للتحديات التي قد تواجهه حال ترشح بارنييه، قال دوفو إن التوجهات السياسية للمنافسين، في ظل المشهد السياسي الفرنسي المليء بالتحديات، مع وجود قوى سياسية جديدة وناشئة قد تسعى للتأثير على نتائج الانتخابات، مشيراً إلى أنه على بارنييه أن يتصدى للمنافسين المحتملين ويقدم برنامجاً قوياً يجذب الناخبين.

كما رأى دوفو أن التحدي الثاني يكمن في التجديد السياسي، موضحاً أنه بعد فترة من النشاط السياسي الطويل، قد يواجه بارنييه صعوبة في تقديم صورة جديدة ومواكبة للمتغيرات السياسية الحديثة، ويحتاج إلى تجديد رسالته السياسية وإظهار قدرة على التكيف مع التحولات الاجتماعية والسياسية.

واعتبر دوفو أنه إذا تمكن بارنييه من تجميع الدعم الشعبي من خلال تقديم رؤية سياسية واضحة وقوية، يمكن أن يكون لديه فرصة جيدة في الانتخابات، لاسيما في ظل خبرته العميقة في القضايا الأوروبية والعالمية.

كما أشار الباحث السياسي الفرنسي إلى أنه إذا نجح بارنييه في بناء تحالفات استراتيجية مع قوى سياسية أخرى وتقديم برنامج متكامل، فقد يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية، وتقديم نفسه كقائد قادر على مواجهة التحديات الكبيرة قد يعزز من فرصه في الترشح

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version