أخبار دولية

يفضلون السجن على الحياة البائسة.. بريطانيون يرتكبون الجرائم ليعودوا إليه

في وقت يتمنى فيه أي شخص في العالم، مهما كانت ظروفه المعيشية صعبة، أن يبتعد عن عقوبة السجن والعيش منتقصًا للحرية، إلا أن الأوضاع الاقتصادية في بريطانيا، جعلت العكس تمامًا هو الواقع، طلبًا للعيش في “نعيم”.

وأخيرًا، تحدثت تقارير عن غضب المساجين عندما يتم الإفراج عنهم من السجون البريطانية، ليقوموا فور خروجهم، بارتكاب وقائع منها سرقة واعتداءات، بهدف العودة إلى السجن مجددًا، حيث توافر السكن والطعام والرعاية، في وقت يعيشون فيه خارجه “معدمين”.

وبحسب مراقبون في بريطانيا، فإن هناك، منذ سنوات، من يقبلون على جرائم بقصد العيش في السجن، لما يتوافر به من مميزات مقارنة بالحياة خارج القضبان، لا سيما بالنسبة لبعض الفئات المعدمة.

وتصاعد الأمر، في الآونة الأخيرة، مع ارتفاع نسبة البطالة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، إذ أصبح هناك عمال دون وظيفة أو مصدر رزق، مما جعلهم يرتكبون وقائع تذهب بهم إلى السجن، في ظل عدم امتلاكهم إيجار السكن أو المال الذي يشترون به الطعام، في حين أن الحياة المتكاملة متوافرة داخل السجن، لدرجة أن “الحزن” يصاحبهم عند الإفراج عنهم قبل انقضاء المدة، ويسعون على الفور عند الخروج إلى الحياة المدنية، لارتكاب أي واقعة تعيدهم مرة أخرى إلى السجن.

وفي هذا الإطار، لا يستغرب عضو حزب العمال البريطاني، مصطفى رجب، من هذا الأمر، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشارع البريطاني، فهناك فئة من “المعدمين” يرون أن السجن أفضل لهم بكثير من العيش في الخارج.

وأوضح رجب، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”،  أن هناك فئات “معدمة” في بريطانيا، ليست ظاهرة، يعانون من الفقر، وعدم القدرة على توفير متطلبات الحياة، على عكس ما هو معروف عن بريطانيا، لافتًا إلى أن هذه الفئة، منذ سنوات طويلة، تحبذ العيش في السجن لما يتوافر فيه من سكن وطعام ورعاية دون مقابل، وترى السجن مكانًا أفضل عن العيش خارج قضبانه، ومن الطبيعي أن تزداد أعدادهم في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية التي تصاعدت مؤخرًا.

ويشير رجب إلى أنه شاهد بعينه هذه النوعية من الراغبين في العيش داخل السجن، أو العودة إليه، عن التواجد في الخارج، وذلك بالقيام بوقائع قصدًا وعلنًا لنيل عقوبة تعيدهم خلف القضبان.

وقال:”في إحدى المرات رأيت رجلًا ذهب لكسر زجاج محل أمام الشرطة، وعندما سُئل عن السبب، قال إنه يريد أن يعود إلى السجن”.

وذكر رجب أن ظاهرة قيام أشخاص من “المعدمين” على حد وصفه، أو الراغبين بالعودة إلى السجن، بجرائم أو وقائع سرقة أو اعتداء أو جرائم تدفع بهم إلى السجن، تزداد قبل المناسبات وأعياد الميلاد، رغبة منهم في العودة خلف القضبان في تلك الأوقات، نظرًا لما يتوافر من أجواء تكون أفضل من حياتهم في الخارج، حيث الاحتفالات والمأكل والحلوى التي لا تتوافر لهم في مجتمعاتهم.

 ويتفق الباحث الاقتصادي علي مجاهد، مع رجب، وقال إن ظاهرة وجود أشخاص في بريطانيا يفضلون العيش في السجن، ازدادت في الآونة الأخيرة، مع انعدام فرص العمل لمن هم يعملون في متاجر أو عمال في مصانع، بعد أن تم إغلاق عدد من المنشآت، أو تسريح البعض منهم بسبب الأزمة الاقتصادية.

ويبين مجاهد، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أن وقائع السرقة في المدن البريطانية الكبرى تصاعدت في الأشهر الأخيرة، من جانب الكثيرين من المتعطلين عن العمل، وذلك رغبة في الحصول على المال لتوفير احتياجاتهم اليومية، وفي حال قيام الشرطة بالقبض عليهم، لا يحاولون الفرار، لأنهم يفضلون الحياة في السجن على مصاعب الحياة خارج القضبان.

ولفت إلى أن المتعطلين عن العمل أصبحوا يتطلعون إلى “البطالة” على أنها “عقوبة”، وليس السجن، الذي تكون الأحوال فيه أفضل بالنسبة لهم.

وأشار مجاهد إلى أن الشرطة البريطانية تعمل على إخراج الكثير من المساجين قبل انقضاء مدتهم القانونية، نظرًا للكلفة المالية التي تتحملها الحكومة إثر تواجدهم داخل السجون، حيث الطعام والرعاية الصحية، الأمر الذي يدفع السجناء لارتكاب وقائع تقودهم إلى السجن مجددًا، لأنهم لا يجدون في الخارج أي عمل يوفر لهم إيجار المسكن والطعام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce