تجمع مناظرة تاريخية هي الأولى، وربما تكون الأخيرة، المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، اليوم الثلاثاء، وتشكل رهانًا كبيرًا لكل منهما، وللحزبين الجمهوري والديمقراطي من ورائهما، فيما يبدو هذا الرهان غير بعيد عن جملة من الهواجس لدى الطرفين التي تسبق اختبار المواجهة المرتقب.

وإلى حين انتهاء المناظرة، فإن كلًّا من ترامب المخضرم في المناظرات وهاريس يملكان ما من شأنه منحهما تسجيل نقاط على الآخر، ثم كسب مزيد من الأصوات التي لم تحسم اتجاههما حتى الآن، أو انتزاع أخرى من قاعدة الخصم.

هجوم “عرقي”

وفي وقت سابق قالت هاريس إنها تتوقع أن يهاجم الرئيس السابق، دونالد ترامب، هويتها العرقية والمتعلقة بجنسها خلال المناظرة.

وبحسب المؤرخة الرئاسية دوريس كيرنز غودوين، فإن هاريس إذا كانت مستعدة لهذا الأمر، فإنها ستتمكن من قلب الأمور لصالحها، وفقًا لمقابلة لها مع قناة “سي إن إن”.

وهاجم ترامب مرارًا، هوية هاريس العرقية، وهو ما أثار مخاوف في صفوف الجمهوريين، بأن يأتي هذا الهجوم بردة فعل عكسية لصالح هاريس.

ويخشى جمهوريون، من ضمنهم ترامب، أن موقفه من الإجهاض قد يضعف فرصه في الفوز، أو يكلفه الانتخابات.

ويدعم ترامب القيود الفيدرالية على الحق في الإجهاض، إلا أنه قال أخيرًا إن قضية الإجهاض يجب أن تترك للولايات، في محاولة منه لتجنب أي خسائر إضافية بسبب هذا الموقف، إذ إن نسبة كبيرة من الأمريكيين يؤيدون حق المرأة في الإجهاض.

ومما يؤشر على المخاوف من سجل ترامب بوصه مهاجمًا لاذعًا لخصومه، ما كتبه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأن “الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر نقاش سياسي قوي، وليس عبر تبادل للانتقادات اللاذعة”.

وقال غراهام في مقال رأي له: “كل يوم يتبادل فيه المرشحان الإهانات هو يوم جيد لهاريس، لأنه يوم أقل يتعين عليها فيه الدفاع عن إخفاقات إدارة بايدن هاريس”.

ووفقًا لآخر استطلاع للرأي، أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” و”سيينا كوليدج”، فقد حصل ترامب على 48% من الأصوات مقابل 47% لهاريس، مع هامش خطأ 3 نقاط مئوية، وهو ما يؤكد أن السباق متقارب حتى الآن؛ ما يثير مخاوف الطرفين.

وبحسب الاستطلاع، فإن الناخبين يشعرون بأنهم يحتاجون إلى معرفة مزيد عن هاريس، وإن رأيهم في ترامب محدد إلى حد بعيد، وهو ما يشكل عبئًا أكبر على هاريس لتقديم نفسها بصورة أفضل.

الاقتصاد والهجرة

ويميل الناخبون للثقة أكثر في ترامب فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والهجرة، بحسب استطلاع لمركز “بيو” للأبحاث، على حين يثق الناخبون أكثر في هاريس لاتخاذ قرارات جيدة بشأن سياسة الإجهاض ومعالجة القضايا المتعلقة بالعرق.

وتقول لاتوشا براون، أحد مؤسسي صندوق الناخبين السود، إنها تخشى ألا يصوت الناس بالأعداد الكافية التي تحتاجها هاريس.

ويعبر ديمقراطيون عن قناعتهم بأن ترامب يستطيع امتلاك نقاط فاعلة يهاجم خلالها هاريس، لا سيما في ملفات الاقتصاد والهجرة والانسحاب من أفغانستان.

ومن أبرز الانتقادات التي واجهتها هاريس سابقًا أنه ليس لديها مواقف سياسية ثابتة، وعدم التعبير عن مواقفها بوضوح، وهو ما ستُخْتَبَر به خلال المناظرة المرتقبة.

ومن اللافت استعانة ترامب بتالسي غابارد للتحضير لمناظرته مع هاريس فيما يتعلق بأدائها بوصفها مدعية عامة، وهي التي أخفقت هاريس بالرد عليها بهذا الشأن، في مناظرة عام 2019 خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.

وتركت غابارد الحزب الديمقراطي بعد حملتها الرئاسية في 2020، وأصبحت اليوم من أبرز مؤيدي ترامب.

وفي تلك المناظرة، هاجمت غابارد سجل هاريس بوصفها مدعية عامة بشأن سياسات الكفالة النقدية وعدد الأشخاص الذين أُرسلوا إلى السجن لإدانتهم بالماريجوانا.

وتستضيف شبكة “إيه.بي.سي نيوز” المناظرة بين هاريس وترامب في التاسعة من مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، (0100 بتوقيت غرينتش الأربعاء).

Share.
Exit mobile version