نشر المحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع مقالاً
في صحيفة “يديعوت أحرونوت” انتقد فيه سياسة وزير المالية بتسلئيل سموترتيش المتحكمة في الحياة المدنية خارج الخط الأخضر، موضحاً أن هدف سموترتيش هو تفكيك السلطة الفلسطينية وتجريد السكان في الأراضي المحتلة من حقوقهم، وخلق واقع جغرافي يعيق أي حل محتمل.
وأشار برنياع إلى أن سموترتيش، بصفته وزيراً للمالية، يجمد أو يمنع تحويل أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية. وقد أدى هذا الإجراء، وفقاً لبرنياع، إلى دفع السلطة الفلسطينية نصف رواتب موظفيها، بما في ذلك أفراد أجهزتها الأمنية، مما زاد من اعتماد السلطة على الأموال التي “تهربها إيران إلى حماس والجهاد الإسلامي”، وربط برنياع هذا الواقع بتصعيد العمليات العسكرية من الجانب الفلسطيني
كما اتهم برنياع سموترتيش بإحباط دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية للعمل داخل إسرائيل بعد الحرب، موضحاً أن الشاباك أدرك خطورة هذا الحظر وقدم خطة لدخول مراقب لبعض العمال إلى أماكن عمل دائمة لتفادي تصاعد العمليات المسلحة، لكن “ضغط سموترتيش وزملائه” أفشل هذه الخطة، مما أدى إلى “اعتماد السلطة الفلسطينية على مساعدات خارجية”.
وأشار برنياع أيضاً إلى أن المحامين في “طائفة سموترتيش” وجدوا وسيلة أخرى لإفقار السلطة الفلسطينية عبر قانون تعويض ضحايا الإرهاب الذي يسمح بجباية الأموال مرتين.
من جهته، هاجم سموترتيش المقالة التي كتبها برنياع واصفاً إياها بـ”المسيئة”، وقال: “الغالبية العظمى من الشعب الإسرائيلي تدرك أن دولة فلسطينية لن تقوم، نقطة. حيث توجد مستوطنات، هناك جيش وأمن ومخابرات. يهودا والسامرة هي منطقة الأمن لإسرائيل، وأنا فخور بالاستثمار فيها
وفي صباح الإثنين، غرد سموترتيش عبر منصة إكس قائلاً: ” كم يجب أن يكون الشخص منفصلاً عن الواقع ليواصل دعم إقامة دولة إرهابية في قلب البلاد حتى بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول ويهاجم من يسعى لمنعها؟ “.
سموتريتش كغيره من عتاة المستوطنين المتطرفين يعملون على بناء دولة دينية متطرفة تسمى “مملكة/دولة يهودا” على الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية وحلمهم يتمثل في تهجير الفلسطينيين إلى الأردن بوصفه الوطن البديل كما يزعمون والذي ما انفكوا يحرضون عليه، أمر اعتبره وزير الخارجي الأردني أيمن الصفدي إعلان حرب على إن حصل.
وهاجم برنياع قائلًا “منفصل لدرجة أن يضع هذا العنوان في مكان أعلى من الهجوم الذي قُتل فيه ثلاثة يهود” وتابع “مهمة حياتي هي بناء أرض إسرائيل وإحباط إقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض دولة إسرائيل للخطر.. هذه ليست خطة سياسية، إنها وطنية ووجودية.”
وفي مقاله، اتهم برنياع كذلك اليميني المتطرف بإقامة “إمبراطورية خاصة” في وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي، واستشهد بما قاله البروفيسور دان تيرنر، الذي أشار إلى أن الحكومة منحت سموترتيش صلاحيات مطلقة لتنفيذ خطته الخاصة بالضفة الغربية، والتي تشمل ضم المناطق “ج” وتهجير الفلسطينيين منها.
وفي سياق متصل، أشار برنياع إلى أن الإدارة الأميركية تشعر “بالقلق حيال التغييرات في الضفة”، قائلاً: “لأن ما يحدث في الضفة لن يبقى في الضفة”.