في خضم التحولات السياسية التي تشهدها فرنسا، يبدو أن هنالك سيناريوهين رئيسين أمام رئيس الوزراء الفرنسي المكلّف ميشيل بارنييه، لتشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة، إما بتشكيل حكومة يمينية خالصة، أو تشكيل ائتلاف حكومي يجمع بين عدة أحزاب، بحسب رأي محللين سياسيين فرنسيين تحدثوا لـ “إرم نيوز”.
وسلّط المحللون السياسيون الفرنسيون، الضوء على هذه السيناريوهات لتحديد الاتجاهات المستقبلية التي قد تسلكها السياسة الفرنسية.
وحول ذلك، قال برونو كوتريه الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، والمتخصص في تحليل السلوك الانتخابي والرأي العام في فرنسا لـ”إرم نيوز”: إن “احتمال تشكيل حكومة يمينية خالصة بقيادة بارنييه، يشكل أحد السيناريوهات البارزة، فإذا تمكّن “بارنييه”، من تحقيق الأغلبية البرلمانية، فإن تشكيل حكومة ذات توجهات يمينية سيكون قابلاً للتنفيذ، باعتباره أحد أبرز القادة في الجناح اليميني الفرنسي”.
ووفقًا للمحلل السياسي الفرنسي، فإن مثل هذه الحكومة، ستركز على تعزيز الأمن الداخلي، وتطبيق سياسات أكثر تشددًا تجاه الهجرة، وتعزيز القوانين الاقتصادية التي تدعم السوق الحرة.
وعلى الصعيد الخارجي، رأى بارنييه أن الحكومة الفرنسية الجديدة قد تتبنى نهجًا أكثر صرامة تجاه قضايا الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات مع الدول غير الأوروبية، بحسب كوتريه.
وأما فيما يتعلق بتحديات تشكيل حكومة يمينية خالصة، فقال الباحث السياسي الفرنسي: إن”تلك الحكومة ستواجه تحديات كبيرة، أبرزها الاختلافات السياسية، لأن السياسات المحافظة، قد تؤدي إلى انقسامات في المجتمع الفرنسي، بينما من المتوقع أن تواجه الحكومة معارضة قوية من الأحزاب الأخرى، ما قد يؤثر على استقرارها وقدرتها على تنفيذ برامجها”.
من جهته، قال باسكال بيرينو، أستاذ علم السياسة في معهد الدراسات السياسية في باريس والمتخصص في الانتخابات والرأي العام والسياسات الحزبية لـ”إرم نيوز”: إن “السيناريو الآخر المطروح، هو تشكيل ائتلاف حكومي كمحور اهتمام آخر، فإذا لم يتمكن أي حزب من الحصول على أغلبية مطلقة، فإن تشكيل ائتلاف حكومي، سيكون الخيار الأكثر احتمالًا”.
وقد يتضمن هذا “الائتلاف”، أحزابًا من اليمين والوسط، وربما بعض الأحزاب من اليسار، وذلك بحسب الديناميات السياسية بعد الانتخابات، وفق بيرينو.
وتشكيل هذا الائتلاف الحكومي، قد يؤدي إلى سياسة أكثر توازنًا، كما يمكن أن تساهم توافقات الائتلاف، بتحقيق توازن بين السياسات الاقتصادية والاجتماعية، مما قد يوفر استقرارًا نسبيًا، بحسب رأي، المحلل السياسي.
وعلى الصعيد الخارجي، فمن الممكن أن تكون هناك مواقف متباينة تجاه الاتحاد الأوروبي والعلاقات الدولية بناءً على تكوين الائتلاف، وفق بيرينو.
وبالنسبة للتحديات حول ذلك السيناريو، فيرى بيرنو، أن الائتلاف الحكومي، يواجه أيضًا تحديات تتمثل بصعوبة التوصل إلى توافقات بين الأحزاب ذات الأيديولوجيات المتباينة، مما قد يؤثر على فاعلية الحكومة واستقرارها.
وتشير آخر التقديرات الفرنسية، إلى أن هناك محاولات، لتشكيل تحالفات بين الأحزاب الرئيسة، لتجنب أزمة سياسية محتملة، فيما تظل إمكانية تحقيق اليمين لنتائج قوية قائمة.