طالب النائب في مجلس الدوما الروسي أندريه جوروليف الرئيس فلاديمير بوتين، باللجوء إلى طوربيد “بوسيدون” النووي عالي السرعة تحت الماء وهو غواصة نووية مسيرة، لمنع بريطانيا، والولايات المتحدة، ودول غربية أخرى، من منح الإذن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لشن ضربات داخل عمق البلاد.

كان بوتين أكد في العام 2018، أن هذا السلاح سيحمي أمن روسيا لعقود مقبلة، ومن الأسلحة النووية الإستراتيجية للدولة الروسية.

وأكد آنذاك أن مدى الصاروخ “غير محدود، وبوسعه العمل في أقصى الأعماق بأضعاف سرعة أي غواصة أو صواريخ أخرى”.

وزودت غواصة “بيلغورود” النووية، بهذا السلاح الخارق في وقت سابق.

وردَّ خبراء على تصريحات النائب جوروليف والتي تسببت في حالة من المخاوف الأوروبية، ولسان حالهم: “لا يوجد أي مؤشرات حتى الآن تُشير إلى قيام روسيا بتغير عقيدتها النووية، والمطالبة أو التلويح باستخدام هذا السلاح الفتاك ما هو إلا تهديد أو تحذير لا يرتقي للتنفيذ ما دامت سيادة روسيا لم تُمس من أي تهديدات غربية”.

وقال أستاذ العلوم السياسية، عمار قناة، إن “تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي يأتي في إطار التهديدات الأمريكية والغربية المتزايدة على روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وإن العقيدة النووية الروسية واضحة في هذا الشأن والقائمة على التهديد الوجودي للدولة الروسية”.

وأضاف قناة لـ”إرم نيوز” أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات قد تدفع روسيا لاستخدام السلاح النووي، وتحديدًا الغواصة النووية «بوسيدون»، خاصةً أن السلاح النووي لدى العقيدة الروسية هو للردع عكس العقيدة الأمريكية التي تستخدم السلاح النووي كخطوة استباقية.

وأشار إلى أن التصريحات المتكررة من قبل المسؤولين الروس، أو حتى من النواب الروس، يأتي في إطار التحذير، وليس للتصعيد العسكري، وأن الأمر مرتبط بالتحديات التي قد تواجهها روسيا من أمريكا والدول الغربية.

وأردف  أن بعض الدول الغربية أجبرت من قبل الأمريكان مثل ألمانيا على إمداد أوكرانيا بنوعيات معينة من الأسلحة مثل دبابات ليوبارد، وصواريخ ستورم شادو والتي كانت تصر برلين على عدم تسليمها إلا بعد الضغوط الأمريكية.

وأكد أن استخدام روسيا للسلاح النووي يعني قيام حرب عالمية ثالثة، وإفناءً للبشرية، وفي حالة استخدامه سيكون موجهًا للعواصم الغربية، إلا أنه استبعد في الوقت الحالي استخدام موسكو لهذا الخيار العسكري في الوقت الراهن.

من ناحية أخرى، أكد، الخبير في الشؤون الروسية، بسام البني أن النائب أندريه جوروليف الذي دعا موسكو لاستخدام السلاح النووي، وبالتحديد الغواصة النووية المسيرة “بوسيدون”، ضد بريطانيا يعد من الصقور، وهو جنرال سابق في الجيش الروسي، وتصريحاته لا تعني بالتأكيد استخدام هذا السلاح النووي الذي يمكنه إغراق بريطانيا بكاملها.

وأشار البني في تصريح لـ”إرم نيوز” أن السلاح النووي هو سلاح إستراتيجي لن يتم استخدامه إلا في حالة صدام بين الناتو وروسيا، وذلك بناءً على قرارات سياسية روسية لهذه المواجهة المحتملة وبشكل علني ومباشر.

وأضاف أن العقيدة النووية الروسية هي عقيدة شفافة مما دفع بريطانيا وأمريكا للتصرف بطريقة مستفزة دون أن تعطي الفرصة لروسيا لاستخدام السلام النووي، لكن روسيا، الآن، في حالة  تغيير لعقيدتها النووية، وربما يتم إدخال الضربات الاستباقية في العقيدة النووية الروسية.

واختتم: “لا يمكن أن تستخدم روسيا أي سلاح نووي ما لم تغير عقيدتها النووية، ويتوقف ذلك على المتغيرات على جبهة القتال وفي الداخل، لكن حتى الآن روسيا تتقدم على جبهات القتال داخل الأراضي الأوكرانية”.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version