وصفت صحيفة “لو فيغارو الفرنسية”، قرار تعيين الرئيس “إيمانويل ماكرون”، بعد عدة أيام من مشاورات مكثفة، الشخصية البارزة في اليمين الفرنسي،”ميشيل بارنييه”، رئيسا للحكومة الفرنسية بــ “المتأخر”، لكنها اعتبرته إستراتيجيا بذات الوقت.
ولم يتخذ “ماكرون”، قراره بتعيين “بارنييه”، دون مشاورات معمقة، بل” كان اسمه موجودًا منذ فترة طويلة ضمن الخيارات، وفقًا لما ذكره مصدر في قصر الإليزيه.
وبحسب مصدر الإليزيه، فإن عملية اختيار “بارنييه”، استغرقت أكثر من أسبوعين، وشملت مشاورات رسمية وغير رسمية مع عدة شخصيات سياسية بارزة، وفي النهاية، اختار الرئيس ماكرون الخميس، تعيين بارنييه، المعروف بخبرته وقدرته على تحقيق التوافق.
وكلّف الرئيس الفرنسي رئيس وزرائه الجديد بتشكيل “حكومة تجمع الأمة، وتخدم البلاد والشعب الفرنسي”، وفقًا لبيان الإليزيه.
ويندرج هذا القرار، في إطار حالة من التوتر السياسي، حيث يسعى ماكرون، لتحقيق الاستقرار الحكومي، وضمان أغلبية كافية في الجمعية الوطنية، لتمرير الإصلاحات المرتقبة.
مسألة “عدم القابلية للرقابة”
وظهر اسم “بارنييه”، مجددًا في بداية الأسبوع، بعد أن واجهت شخصيات أخرى مثل “كزافييه برتران”، و”برنار كازنوف”، احتمالية معارضة قوية في الجمعية الوطنية، لذلك كان من أولويات “ماكرون” تجنب، تقديم حكومته الجديدة، خشية مواجهة فورية مع مذكرة لحجب الثقة، بحسب “لو فيغارو”
وأكدت الصحيفة، إجراء مشاورات مع قيادات حزب الجمهوريين، بما في ذلك “جيرار لارشيه”، رئيس مجلس الشيوخ، الذي لم يعارض هذا التعيين، وكذلك تواصل ماكرون مع رؤساء الأحزاب والمجموعات السياسية المختلفة، للتأكد من أن “بارنييه”، لن يواجه رقابة فورية، وهو شرط أساسي في اختيار رئيس الوزراء.
ردود أفعال الأحزاب المعارضة
وبحسب الصحيفة، كانت ردود الفعل متباينة، في صفوف التجمع الوطني، حول تعيين “بارنييه”، وعلى الرغم من معارضة “مارين لوبان”، لتعيين “كزافييه برتران”، إلا أن ردود الفعل تجاه بارنييه كانت أكثر اعتدالًا.
وحول ذلك، قال النائب عن التجمع الوطني، سيباستيان شينو، على قناة (بي إف أم تي في:إن “شخصية بارنييه لا تلهم أحدًا، وننتظر لنرى”.
وأوضح شينو، أن التجمع الوطني، لن يحجب الثقة فورًا عن رئيس الوزراء، إذا التزم بملفات مثل النسبية، الهجرة، الأمن، والقوة الشرائية.
وأما زميله جان فيليب تانجي، فقد وصف بارنييه، أنه “شخصية من الماضي” على إذاعة “فرانس إنتر”، لكنه لم يؤكد تقديم مذكرة لحجب الثقة فورًا.
وهذا التردد من قبل التجمع الوطني، قد يتيح لـ “بارنييه”، فرصة مؤقتة، لتجنب أزمة سياسية في بداية ولايته.
التحدي الأول: الميزانية
وأكدت لوفيغارو، أن تعيين ميشيل بارنييه، يعكس بداية ولاية صعبة، حيث يتمثل التحدي الأول في تشكيل حكومته، أما المهمة الكبرى الأولى له، فستكون تمرير ميزانية الدولة قبل نهاية العام، وهي مهمة معقدة في ظل المشهد السياسي المتشظي.
كما سيكون على رئيس الوزراء الجديد، التوفيق بين مختلف الفصائل في الجمعية الوطنية، لضمان تمرير هذا القانون المهم.
وخلصت الصحيفة، بالقول إلى إنه “مع خبرته الواسعة وجذوره في اليمين، يواجه ميشيل بارنييه، تحديات كبيرة، في محاولة تحقيق توافق سياسي وتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها إيمانويل ماكرون”.
ويأتي تعيين “بارنييه”، بعد ستين يومًا من الانتخابات التشريعية، ما يمثل نهاية بحث طويل عن الشخصية المناسبة لهذا المنصب الحساس في “ماتينيون”.
ويتمتع “بارنييه” بسيرة سياسية حافلة تشمل: عضوية البرلمان، ورئاسة المجلس العام لسافوا، وتسلّم أربع وزارات، وعُيّن مرتين كمفوض أوروبي، ويُعرف كذلك بدوره البارز كمفاوض رئيسي للاتحاد الأوروبي في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي