لقاء لودريان والعلولا هدفه التوافق اللبناني رئاسيًا

يشهد لبنان حاليا مرحلة حساسة من الجمود السياسي بشأن الاستحقاق الرئاسي، في وقت تتزايد فيه الضغوط المحلية والدولية للتوصل إلى اتفاق ينهي خلو سدة الرئاسة الذي قارب السنتين.

وأوضح مرجع نيابي وسطي لـ «الأنباء» انه «في سياق إعادة إحياء المساعي الرئاسية، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الرئاسية، التي تقوم على التشاور بين الكتل النيابية تحت قبة البرلمان كخطوة أولى يليها الانتخاب. هذه المبادرة تعكس رغبة بري في فتح باب الحوار الداخلي وتحقيق توافق محلي دون الاستعانة بمبادرات خارجية، معتبرا أن البرلمان هو المكان الطبيعي لحل الخلافات».

وأضاف المرجع «في مقابل تجديد بري مبادرته، تقف المعارضة اللبنانية، بقيادة رئيس حزب القوات اللبنانية د ..سمير جعجع، في موقف مختلف جذريا. ويصر جعجع على أن يكون انتخاب الرئيس هو الأولوية القصوى، معتبرا أن الشغور الرئاسي يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق أي تقدم في الحوار أو حل القضايا الأخرى. ويؤكد جعجع أن الحوار حول القضايا الوطنية يجب أن يأتي بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يرى فيه الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان. هذا الموقف يعكس مخاوف المعارضة من احتمال أن يؤدي الحوار دون انتخاب رئيس إلى المزيد من التراجع في المؤسسات اللبنانية وتفاقم الأزمة السياسية».

وقال المرجع «في خضم هذه التباينات الداخلية، تتوجه الأنظار إلى الاجتماعات المرتقبة في المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن يجتمع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع المستشار السعودي نزار العلولا بحضور السفير السعودي في لبنان وليد بخاري. هذه الاجتماعات تأتي في إطار مساع دولية وإقليمية لدفع الأفرقاء اللبنانيين نحو التوافق على انتخاب رئيس جديد، وتعكس أهمية الدور السعودي والفرنسي في حلحلة الأزمة اللبنانية».

وأشار المرجع إلى ان «لودريان يتابع عن كثب التطورات اللبنانية منذ تعيينه موفدا رئاسيا فرنسيا، ويسعى إلى تحقيق تقارب بين الأطراف اللبنانية، مستندا إلى الدعم السعودي لإحداث اختراق في الجمود السياسي. ومن المتوقع أن تتناول المباحثات بين لودريان والعلولا مسألة كيفية تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين، خصوصا في ظل وجود مبادرتين متناقضتين: مبادرة بري الداعية إلى الحوار قبل الانتخاب، وموقف جعجع الذي يطالب بانتخاب الرئيس أولا».

ولفت المرجع إلى ان «التوقعات حول مخارج هذه الاجتماعات متباينة. فبينما يأمل البعض في أن تؤدي هذه اللقاءات إلى التوصل إلى صيغة توافقية ترضي الأطراف جميعهم وتؤدي إلى انتخاب رئيس جديد، يرى آخرون أن الخلافات العميقة بين القوى السياسية اللبنانية قد تعرقل أي تقدم، ويبقى التحدي الرئيسي الذي يتمثل في قدرة الأطراف اللبنانية على التنازل والتفاهم دون تدخلات خارجية قد تعقد المشهد أكثر».

واعتبر المرجع انه «لا يمكن إغفال دور العوامل الإقليمية والدولية في تحديد مصير الاستحقاق الرئاسي في لبنان. فالتوترات في المنطقة والتنافس بين القوى الإقليمية الكبرى، تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية. كما أن موقف الدول الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا، يلعب دورا حاسما في تشكيل المواقف المحلية، حيث يدفع المجتمع الدولي نحو انتخاب رئيس يتمتع بدعم واسع ويمكنه قيادة لبنان في مرحلة ما بعد الأزمات المتتالية».

ورأى المرجع انه «في ظل هذه التعقيدات، يواجه لبنان خيارين: إما التوصل إلى تسوية داخلية تنهي الفراغ الرئاسي وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار، أو الاستمرار في حالة الجمود التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد، بينما المطلوب الاستفادة القصوى من الانشغال في الانتخابات الرئاسية الأميركية لتمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني بتوافق الحد الأدنى هذه السنة. لذا ستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد المسار الذي سيسلكه لبنان، حيث تنتظر البلاد نتائج الاجتماعات في السعودية، وما إذا كانت ستتمكن من كسر حالة الجمود أو ستظل الأوضاع على حالها».

داود رمال – الانباء الكويتية

Share.
Exit mobile version