أكدت الاخبار الواردة من العاصمة الفرنسيّة بحسب ما ذكرت صحيفة لـ”الجمهورية” تؤكّد أنّ التطوّرات الأخيرة وأعمال الشغب التي شهدتها باريس لم تخرج الملف الرئاسي اللبناني من جدول أولويات الادارة الفرنسية . وبحسب معلومات “الجمهورية” فإنّ التواصل لم ينقطع بين بيروت وباريس، وعُلِم في هذا الاطار ان مراجع سياسية تبلغت “ان ملف لبنان ما زال يتصدّر دائرة المتابعة والاهتمام، وان مهمّة لودريان قائمة وفق ما هو مرسوم لها، ذلك ان مهمته منعزلة عما تقوم به الحكومة الفرنسية لاحتواء تطورات الداخل الفرنسي”. الا ان المراجع عينها، لم تتبلغ ما إذا كان الموفد الرئاسي الفرنسي سيقوم بزيارة وشيكة الى لبنان. مع الاشارة هنا الى ان معلومات ترددت مع إعلانه عزمه القيام بزيارة ثانية إلى بيروت في وقت قريب، بأنّ موعد هذه الزيارة سيكون منتصف من شهر تموز الجاري”.
المملكة تستعجل الرئيس
الى ذلك، وفي الوقت الذي لوحِظ فيه انكفاء الحركة السعودية تجاه لبنان، شددت مصادر مطلعة على الموقف السعودي ان المملكة العربية السعودية يعنيها امن لبنان واستقراره، ولكن ليس لديها برنامج خاص مرتبط بالملف الرئاسي في لبنان.
وأردفت المصادر الى ان المملكة التي تتابع الملف اللبناني مع اصدقائها الدوليين، ليست في موقع المقرر عن اللبنانيين، وليست طرفاً في المُفاضلة بين اي من المرشحين لرئاسة الجمهورية. وذكّرت في هذا السياق بما اكد عليه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري خلال حراكه الاخير على القيادات السياسية والروحية بأن لا اعتراض لدى المملكة على اي رئيس يصل من خلال الانتخابات في المجلس النيابي”.
وأفادت المصادر أن المملكة ترغب في ان ترى اللبنانيين وقد أنجزوا استحقاقهم الرئاسي في اقرب وقت ممكن، وهي في هذا السبيل شريكة اساسية في الجهد الرامي الى مساعدة هذا البلد على انهاء الازمة التي يعانيها في المجالين السياسي والاقتصادي، وتتشارك مع اصدقاء لبنان واشقائه في حَث اللبنانيين على حوار بنّاء في ما بينهم، وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية يمكنه توحيد الشعب اللبناني ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية، وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات الهيكلية والاقتصادية اللازمة لمعالجة الازمة السياسية والاقتصادية في لبنان”.
واشنطن لانتخاب سريع
الى ذلك، كشفت مصادر مطلعة على الحركة الديبلوماسية الاميركية لـ”الجمهورية” انّ الولايات المتحدة منكفئة حالياً عن ممارسة اي دور مباشر تجاه الملف الرئاسي في لبنان. ولا يبدو انها في هذا الوارد، أقله في الوقت الراهن. وبحسب هؤلاء فإن الاميركيين يتركون في ما يبدو للفرنسيين مهمة تصدّر الدور المباشر في هذا الملف.
وبرغم ما يقال عن انّ واشنطن تدعم وصول مرشح معين الى رئاسة الجمهورية (قائد الجيش العماد جوزف عون)، تجنّبت المصادر الحديث عن هذا الامر، مشيرة الى “انّ موقف الولايات المتحدة معلوم لجهة توافق اللبنانيين على أن يقوم مجلس النواب بدوره في انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة تتبنى الاصلاحات الضرورية، وهو ما تؤكد عليه السفيرة الاميركية دوروثي شيا في لقاءاتها مع القيادات اللبنانية، وآخرها زيارتها بالامس لرئيس مجلس النواب نبيه بري”.