رأى خبراء ومحللون إيرانيون، إن هناك اعتبارين يدفعان طهران حاليا إلى تأجيل ردها المنتظر على إسرائيل، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وقال هؤلاء إن الاعتبار الأول، يتمثل في زيارة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران وارتباطها بوقف الحرب على قطاع غزة، وأيضا حالة الاستنفار العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وقال الخبير الإيراني في معهد أبحاث دراسات الشرق الأوسط بطهران، محمد خواجويي، إن “زيارة رئيس وزراء قطر لإيران في هذا التوقيت بالتأكيد تحمل رسالة من الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى طهران من أجل فسح المجال للمفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأضاف خواجويي، أن “أحد مطالب طهران وحلفائها هو وقف الحرب في غزة، وربما هذا سوف يساعد على تهدئة التوتر بشكل كبير”.
وتابع: “لو أصرت إيران على الرد، فربما يكون بمستوى منسق مع الجانب الأمريكي ومسيطر عليه لحفظ ماء الوجه، وليس توسيع نطاق الحرب، لكن ذلك سيكون مرهوناً بوقف إطلاق النار”
الحرب ثمنها باهظ
من جانبه، قال الباحث الإيراني في السياسة الخارجية حسن بهشتي بور، إن “الحرب ليست في مصلحة إيران، وليست قراراً سهلاً؛ لأن ثمنها باهظ”.
وقال بهشتي بور لـ”إرم نيوز”: “إذا أخذنا في الاعتبار ظروف البلاد، فمن غير المرجح أن تدخل إيران الحرب، رغم أننا ندرك أن المغامرة الإسرائيلية الأخيرة باغتيال إسماعيل هنية جعلت طهران تصر على الرد الحاسم”.
وتابع: “إيران تسعى للرد دون انتشار الحرب، ووضع حزب الله في لبنان يختلف عن وضع إيران، الأخيرة تتصرف كدولة ضمن الأعراف والقوانين الدولية الحاكمة بخلاف الجماعات المسلحة المدعومة منها”.
وعند سؤاله فيما إذا كانت زيارة وزير الخارجية القطري إلى طهران ستؤخر الرد، أجاب “بالتأكيد طهران تنسق مع الدوحة التي هي إحدى الدول التي تعمل على وقف إطلاق النار واستمرار المفاوضات للوصول إلى نتائج، والموقف الإيراني داعم وواضح بشأن وقف إطلاق النار، وإيران لا تريد إعطاء ذريعة بأنها أفشلت المفاوضات”.
من جانبها، رأت محللة شؤون الشرق الأوسط الإيرانية عفيفة عابدي، أن موضوع وقف إطلاق النار في غزة سيُطْرَح من قبل دول أخرى مثل سلطنة عُمان في حال فشلت المساعي القطرية والمصرية.
وقالت عابدي لـ”إرم نيوز”، إنه “طالما استمرت الحرب في غزة، فإن فصائل المقاومة ستواصل ضرب إسرائيل، لكن هذه الصراعات ستتم إدارتها والسيطرة عليها”.
وتابعت: “تسمى التوترات من الناحية السياسية بالحرب المحدودة المدارة، وعملياً، فهي ليست حرباً شاملة، بل صراعات عسكرية محدودة ومسيطر عليها، ولا تتحول إلى حرب شاملة إذا أُدِير التوتر”.
وقالت عابدي، إن “هجمات حزب الله على إسرائيل لا تشكل رادعاً، وبحسب إسرائيل، فقد صُدَّت الهجمات، ولم تحدث أي أضرار، وسوف تستمر الهجمات والصراع بين إسرائيل وحزب الله، لكنها لن تؤدي إلى حرب وصراع واسع النطاق”.
وأوضحت أن “حزب الله لا يسعى إلى حرب شاملة، وقد تصبح إسرائيل أكثر جرأة بعد تلقي هذه الرسالة من أمينه العام حسن نصر الله، وتنفذ المزيد من الهجمات، لكن إسرائيل تتجنب أيضاً حرباً واسعة النطاق مع هذه الجماعة”.
وعند سؤالها عن زيارة الوزير القطري لطهران وإمكانية تأخر الرد، أكدت عفيفة عابدي أن “كل شيء وارد في عالم السياسة وإدارة الصراعات، وقد يكون المسؤول القطري حمل رسالة أمريكية إلى طهران تتضمن عروضاً تجعل إيران ترد بطريقة مسيطر عليها”.