اعتبرت صحيفة “الغارديان البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل و”حزب الله” تجاوزا، بعد هجمات يوم الأحد المتبادلة، عتبة مشؤومة أخرى “مؤقتًا”.
ورأت الصحيفة، في تقرير لها، أنه من دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فإن مخاطر الانجراف نحو حرب إقليمية كارثية سوف تتزايد.
وبحسب الصحيفة، كانت موجة الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان صباح الأحد، ومئات المسيّرات والصواريخ التي أطلقها “حزب الله” بعد ذلك بوقت قصير، أكبر تبادل للأعمال العدائية عبر الحدود الشمالية لإسرائيل منذ هجمات “حماس” في 7 أكتوبر.
ومع استمرار تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ومع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين المروع في تلك المنطقة 40 ألف قتيل، فإن السيناريو الكابوس المتمثل في اندلاع حرب إقليمية تشمل لبنان، وتتورط فيها إيران، راعية “حزب الله”، يظل محتملاً إلى حد مخيف.
وفي الوقت الحالي على الأقل، وعلى الرغم من الاستعراض المتبادل للقوة في نهاية الأسبوع، يبدو أن جميع الأطراف حريصة على تجنب حرب شاملة.
وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قائلاً إن إسرائيل لا ترغب في صراع شامل، بعد أن تصرفت بشكل استباقي لتدمير حوالي 40 موقعًا للصواريخ.
ويُشير غياب الوفيات بين المدنيين على أي من الجانبين إلى الرغبة في معايرة مستويات التصعيد مع إبقاء الخيارات مفتوحة، وفق الصحيفة.
أما إيران، التي لم تنتقم بعد لاغتيال زعيم “حماس” إسماعيل هنية في طهران، فإنها تستخدم أيضاً لغة ضبط النفس في حين تؤكد حتمية الرد.
وأكدت الصحيفة على أن الحذر الواضح من كلا الطرفين يدل على المخاطر العالية للغاية، ويعكس المصلحة الذاتية المحسوبة.
وفي حين أن الحرب قد تتسبب بإزهاق أرواح الكثير من الإسرائيليين، تتردد إسرائيل في فتح جبهة أخرى في الشمال. وفي المقابل، لا يرغب حزب الله في المجازفة بتكرار كارثي لحرب لبنان الثانية في عام 2006.
ولكن خطر سوء التقدير والعواقب غير المقصودة، مع إيصال الرسائل عن طريق المتفجرات، يبقى مرتفعًا جدًا وفق الصحيفة أيضًا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحبط أن الاحتمالات الفورية للتوصل إلى اتفاق تبدو ضئيلة بفعل العقبات التي يضعها نتنياهو بدافع من غريزته في الحفاظ على الذات.
وخلُصت الصحيفة إلى أنه طالما بقي القتال ومعاناة المدنيين في غزة مُستمرة، فإن مخاطر اندلاع صراع إقليمي، سواء عن طريق الصدفة أو عمدا، سوف يتنامى.
وختمت “الغارديان” قائلة إن الانفجار الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على الحدود الشمالية لإسرائيل، من حيث الحجم إن لم يكن من حيث القوة القاتلة، يُمثل عتبة أخرى تم تجاوزها.