اختراق إسرائيل لدوائر “حزب الله” أفسد الرد “المتفق عليه”
كشفت مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى، عن وجود اختراق واضح للدوائر السياسية والعسكرية “المتقدمة” داخل “حزب الله”، تسببت في حصول إسرائيل على معلومات كشفت موعد الرد على إسرائيل، فجر الأحد الماضي.
وهذا هو الاختراق نفسه الذي من خلاله استهدف القيادي العسكري الذي يعمل “حزب الله” على الرد ثأرًا له بعد أن اغتالته إسرائيل في قلب الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت في ليل 30 يوليو/ تموز الماضي.
وقالت المصادر لـ”إرم نيوز”، إن هذا الاختراق من جانب إسرائيل لدوائر متقدمة في “حزب الله” يوضح عدم قدرة الميليشيا على التعامل معه، لا سيما أن اغتيال شكر أظهر مدى وقوف إسرائيل على تحركات دقيقة لقيادات الصف الأول العسكرية، وهم المحيطون بنظام متقن من التأمين مقارنة بالقادة السياسيين.
وأشارت المصادر إلى أن “حزب الله” تجاوز مرحلة الاختراق أو وجود من يسرب معلومات في أماكن حساسة منعًا لوجود أي انشقاقات في المرحلة الحالية، ولكن تسرب معلومات حول موعد الرد “المتفق عليه” وتفاصيل أخرى، أثارت الأمر مجددًا بين قيادات “حزب الله”.
وتابعت المصادر: “لا يختلف الأمر هنا كثيرًا عن كون هذا الاختراق مباشرًا أي يتم لصالح تل أبيب عبر عناصر في مستويات متقدمة، تحصل على معلومات لا تقدر بثمن، أو اختراق غير مباشر، تقوم به جهات أو دول تتعامل مع إسرائيل”.
وكانت تحركت غارات إسرائيلية عبر “مسيرات” فجر الأحد بما عرف بـ”ضربة استباقية” طالت منصات صواريخ في مواقع تابعة لـ”حزب الله” في جنوب لبنان، ليأتي معها بعد دقائق “الرد” الذي أعلن حزب الله عن نيته في تنفيذه منذ نهاية الشهر الماضي عقب اغتيال إسرائيل للقائد العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر.
ولفتت المصادر إلى أن هناك “تنسيقًا” حول الرد تم عبر وسطاء، دون تحديد التوقيت الذي ترك مفتوحًا إلى 72 ساعة، ولكن الضربة الاستباقية التي نفذتها إسرائيل بناء على معلوماتها، قبل بدء رد “حزب الله” بـ 25 دقيقة، فجر الأحد ، أفسدت رد “حزب الله” المنسق مسبقًا.
بمعنى أن الرد كان متفقًا عليه أو وبمعنى أدق جرى “تنسيق” حوله ومدى مجاله الجغرافي، ولكن الضربة الاستباقية التي قامت بها إسرائيل بناء على معلوماتها، أفسدت رد “حزب الله” الذي جرى التنسيق حوله عبر وسطاء.
وبينت، أن أهم المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل حول الرد، تتعلق بالتوقيت وأهم مراكز التوجيه في مناطق عسكرية، مشيرا إلى معرفة الموعد والأهداف وأماكن الانطلاق والاستهدافات التي ليست في العمق وليست مدنية، وتجرى في محيط مناطق عسكرية إسرائيلية، وليس مقار أو وحدات.
وأضافت المصادر أن القيام بالضربة الاستباقية من جانب إسرائيل قبل تنفيذ الرد بـ 25 دقيقة، يوضح مدى وجود الاختراق الذي لم يعالج بعد أن وصل إلى ذروته في اغتيال شكر، مشيرا إلى أن حادث اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله، تم بعد أن كان مكشوفا في تحركه من إحدى مقرات القيادة العسكرية.
ولفتت إلى أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية، جعلت رد “حزب الله” متهاويا، وأحدثت ارتباكا داخل غرفة العمليات الرئيسة المعنية في التواصل مع مراكز التوجيه.
وختمت المصادر بالقول: “ليكون الانشغال عن خطة الرد بالضربة الاستباقية الموجهة من إسرائيل، والتي استهدف بعضها منصات صواريخ في وديان بالجنوب اللبناني، كانت تعمل على إصابة أهداف عسكرية على عكس ما تم تنسيقه عبر وسطاء، وكان يسعى الرد أيضا إلى تجاوز القبة الحديدية.