لفتت مصادر مطلعة في حديث لصحيفة “الديار” ان اللقاء الخماسي في باريس كان واضح المعالم، بخاصة لناحية موقف السعودية برفضها رئيس للجمهورية يتأثر بالثنائي الشيعي.
وأكدت المصادر ان واشنطن وباريس تريدان الحفاظ على استقرار ما في لبنان. اما في الداخل، فجاء كلام الرئيس بري في توقيت غريب بان مرشحه سليمان فرنجية. وقد فسرت المصادر المطلعة ان بري يقصد ذلك في لحظة مزدوجة، حيث ان الكنيسة المارونية بدأت جولاتها الثانية بواسطة المطران بو نجم، وقد انتقلت للبحث بالاسماء، وايضا في توقيت ان بري علم بصعوبة وصول فرنجية الى قصر بعبدا، وبالتالي اراد بري التحضير لجولة ثانية رئاسيا.
من جهتها، قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر للديار ان لا جلسات شكلية ولا فعلية لانتخاب رئيس الجمهورية في المدى القريب، مشيرة الى ان المرشحين المطروحين اليوم على غرار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب ميشال معوض وقائد الجيش العماد جوزف عون اصبحوا من المساهمين في الازمة الرئاسية وفي اطالتها، حيث ان كل فريق داعم لاي من هؤلاء المرشحين رفع السقف السياسي عاليا، وتاليا اصبح من الصعب ان يكون احد منهم رئيسا للجمهورية. ولفتت هذه المصادر الى ان تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التصعيدي عندما هدد بتعطيل النصاب في حال رئيس الجمهورية سيكون تابعا لخط 8 اذار، وان السعودية لا تريد التركيبة السياسية التي تم التحدث عنها والتي تقضي بوصول رئيس للجمهورية من 8 اذار ورئيس حكومة من 14 اذار بعيدة عن الواقع السياسي، وان الشغور الرئاسي لن ينتهي قريبا.
واعتبرت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان مبادرة النائب جبران باسيل هي الحل للازمة الرئاسية، فهي تنص على طرح خمسة مرشحين خارج الاصطفافات والاسماء المعلنة، ومن ثم الاتفاق على مرشح واحد من بين الخمسة وانتخابه رئيسا للجمهورية.
واضافت اوساط سياسية مقربة من لبنان القوي ان التكتل لم يأخذ قراره بحضور جلسة انتخاب رئيس للجمهورية او الغياب عنها، لان مبدأ تعطيل النصاب حاصل بوجود الوطني الحر او بعدمه، حيث ان الرئيس بري تكلم نيابة عن فريقه انه لن يعدل الدستور لقائد الجيش والذي يستوجب فعل ذلك 68 نائبا، واذا كانت الجلسة تميل الى الوزير سليمان فرنجية فايضا القوات اللبنانية والكتائب والتغييريون المعارضون سيعطلون النصاب وعليه، من المرجح انه لن يفوز اي مرشح منهما.
وعن محاولة انهاء الشغور الرئاسي، عولت الاوساط السياسية المقربة من تكتل لبنان القوي على مقاربة بكركي قائلة: “لنعطها فرصتها” ومضيفة ان اللقاء الذي جمع المطران انطوان بو نجم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل منذ يومين كان ايجابيا .
اما عن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وما هو مصير تفاهم مارمخائيل، فقد كان تصريح الشيخ نعيم قاسم واضحا لناحية ان الموضوع معلق الى مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية في حين يتعامل التيار الوطني مع الامور على القطعة.
بدورها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان لا شك ان الاكثرية النيابية التي فرزتها الانتخابات النيابية لمصلحة المعارضة لم يتم استثمارها بالشكل المناسب لمصلحتها، لانها معارضة تعددية وليست بصف واحد ولا بموقف موحد، انما لو حصل فريق الممانعة على الاكثرية النيابية لكان تمكن اليوم من ايصال مرشحه الى رئاسة الجمهورية.
وتابعت: “نحن اليوم امام تعطيل متبادل حيث لا الثنائي الشيعي قادر على ايصال مرشحه للرئاسة، كما ان المعارضة فشلت في فوز مرشحها في الاستحقاق الرئاسي”. اما المعارضة فقد توحدت في الموضوع القضائي والتشريعي ورفضت ان يتحول البرلمان الى هيئة تشريعية، وبالتالي بتنا امام واقع لا احد يستطيع القول انه قادر على تسجيل نقطة على الفريق الاخر.
وعن دعم القوات اللبنانية للنائب ميشال معوض ضمن بعض من فريق المعارضة، اعتبرت المصادر القواتية ان خيارها ليس خاطئا، بل هو تصور المعارضة لشخص رئيس الجمهورية اي رئيس سيادي اصلاحي.
وعليه، شددت هذه المصادر ان هناك ميزان قوى داخلي لن تتنازل عنه المعارضة وتصر عليه، لانها تعتبر اي رئيس للجمهورية غير سيادي وغير اصلاحي سيبقي الازمة على حالها في لبنان.
وردا على سؤال اذا اجرت القوات اللبنانية نقدا ذاتيا لخياراتها، فالمطلوب ان تتوحد المعارضة، ولكن المساعي لم تتوصل الى وحدة موقف في المسألة الرئاسية. وما يجدر ذكره، ان المعارضة متفقة على ان تمنع وصول رئيس ممانع الى قصر بعبدا.
وعن موقف الاشتراكي، لم تر المصادر القواتية اي جديد في المجال الرئاسي، فهو لا يزال يدعم ميشال معوض مرشحا لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت ذاته يريد البقاء على علاقة جيدة مع الرئيس بري، فضلا عن انه من مؤيدي الحوار.