“التوترات الإقليمية: بين تحذيرات الحرب الشاملة والمفاوضات الأميركية”
كتبت رئيس تحرير إنفينيتي نيوز وفاء فواز
في ظل التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها النائب مروان حمادة حول احتمال وقوع حرب شاملة خلال أيام “إن لم يكن ساعات”، تزداد التساؤلات حول دور المفاوضات الأميركية وموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التصعيد المحتمل.
المفاوضات الأميركية تلعب دورًا حاسمًا في هذه المرحلة الحساسة. فمنذ فترة طويلة، تسعى الولايات المتحدة للتوسط بين الأطراف المتنازعة في المنطقة، بهدف تخفيف التوترات ومنع اندلاع حرب شاملة. هذه الجهود تتراوح بين الضغوط الدبلوماسية على الأطراف المعنية وإطلاق مبادرات تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات تساهم في تجنب الصدام. ومع ذلك، يبدو أن تأثير هذه المفاوضات لم يصل بعد إلى مستوى يمكنه ضمان استقرار الأوضاع بالكامل، وهو ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات التصعيد.
من جانبه، يواجه بنيامين نتنياهو وضعًا معقدًا، حيث يجد نفسه محاصرًا بين الحاجة إلى اتخاذ موقف حازم أمام التهديدات الأمنية، وبين الضغوط الداخلية والخارجية التي تطالبه بضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى حرب قد تكون لها تداعيات خطيرة. نتنياهو، المعروف بمواقفه المتشددة، قد يرى في الحرب وسيلة لتوحيد الجبهة الداخلية وكسب دعم سياسي إضافي، لكن في المقابل، يدرك تمامًا المخاطر الكبيرة التي قد تنتج عن تصعيد عسكري شامل.
وفي هذا السياق، تظهر تصريحات حمادة بأنها جزء من المناخ السياسي الملبد بالغيوم، حيث تحوم المخاوف حول انفجار الوضع في أي لحظة. ورغم أن البعض يرون أن هذه التصريحات قد أُعطيت أكثر من حجمها، فإنها تعكس حالة القلق العارم التي تسود المنطقة، خصوصًا في ظل غموض المواقف الدولية وصعوبة التكهن بخطوات نتنياهو القادمة.
من الصعب حاليًا الجزم بما ستؤول إليه الأمور. المفاوضات الأميركية ما زالت جارية، وإن كان تأثيرها غير محسوم بعد، وموقف نتنياهو من الحرب يبقى معلقًا بين التصعيد والتهدئة. وبالتالي، فإن السيناريوهات المستقبلية مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا يمكن التأكد من المسار الذي ستتخذه الأحداث في الأيام أو الساعات القادمة.