ضمن معركة الرئاسة المشتعلة، ألقى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خطابًا في الليلة الثانية من مؤتمر الحزب الديمقراطي، أشاد فيه بنائبة الرئيس والمرشحة كامالا هاريس مستغلًا الخلفية العرقية التي ينتمي إليها كلاهما كأصول ملونة للهجوم على الرئيس السابق دونالد ترامب.
في خطابه الليلة الماضية، شدد أوباما على أن الأمريكيين يملكون فرصة تاريخية لاختيار قائد يركز على خدمة الآخرين ويعمل بجد من أجل مصلحة الشعب الأمريكي، مشيرًا إلى أن الحزب الجمهوري أصبح “يعتمد على الشخصيات الفردية”، بينما تحتاج البلاد إلى قائد “يضع المصلحة العامة فوق تطلعاته الشخصية لتحقيق آمال الأمة”.
وأشار أوباما إلى أن السباق الرئاسي سيكون متقاربًا في ظل انقسام البلاد ومعاناة الكثير من الأمريكيين. وأضاف أن “التاريخ سيتذكر جو بايدن كرئيس استثنائي دافع عن الديمقراطية في وقت كانت تتعرض فيه للتهديد”، وأن ترامب ينظر إلى السلطة “كأداة لخدمة مصالحه الشخصية وأصدقائه الأغنياء”
في هذا السياق، انتقد أوباما ترامب على عرقلته لمشروع قانون لحماية الحدود الجنوبية، معتبرًا أن ذلك كان خطوة تخدم حملته الانتخابية فقط. ودعا إلى عدم السماح بمزيد من الفوضى لأربع سنوات أخرى، مؤكدًا أن الولايات المتحدة مستعدة لمسار جديد مع كامالا هاريس، التي وصفها بأنها “جاهزة لتولي منصب الرئاسة
كما شدد الرئيس السابق على ضرورة العمل بجد لإقناع أكبر عدد من الناخبين بالتصويت لهاريس، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تكون قوة للخير وداعمًا للديمقراطية، وهو ما تؤمن به هاريس ومعظم الأمريكيين. واختتم بالقول إنه سيتم انتخاب هاريس رئيسة إذا قام كل فرد بدوره وعمل بجد خلال الأيام المقبلة.
وفي مداخلة أخرى، وجهت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما رسالة إلى الجمهور، داعية إلى احتضان هاريس، منتقدةً بشدة الرئيس ترامب ووصفته بأن “نظرته المحدودة والضيقة للعالم جعلته يشعر بالتهديد من وجود شخصين مجتهدين، متعلمين تعليماً عالياً، وناجحين، واللذين كانا أيضًا من السود”. كما أكدت أن أمريكا “على استعداد لانتخاب هاريس، التي ستصبح أول رئيسة للولايات المتحدة.”
واستعرض أوباما هذه قرار التصويت لهاريس كلحظة في التاريخ الأميركي، محذرًا من أن ترامب يشكل “تهديدًا للديمقراطية”. وأضاف أن ترامب يسعى لاستغلال السلطة لأغراضه الشخصية، مشيرًا إلى قول ترامب مازحًا بأنه سيكون “ديكتاتورًا في يومه الأول” في منصبه، مما أثار مخاوف كبيرة حول نواياه الحقيقية
ومع تصاعد التوترات في الحملة الانتخابية، أكدت هاريس أن الأمة تواجه قضية وجودية، محذرة من أن السماح لترامب بالعودة إلى السلطة سيهدد القيم والحريات الأساسية للأمريكيين. وأضافت: “شخص لديه هذا السجل لا ينبغي أبدًا أن تتاح له الفرصة مرة أخرى للوقوف خلف ختم رئيس الولايات المتحدة”.
وفي السياق ذاته، ألقى عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز كلمة دعا فيها إلى انتخاب كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة. وأكد ساندرز أن “الأجندة الراديكالية المتشددة” التي يروج لها دونالد ترامب “لا تتماشى مع قيم العدالة التي يجب أن تُمنح لجميع المواطنين الأمريكيين داخل البلاد وخارجها”. وأضاف: “من الضروري أن نضع حدًا للحرب في غزة.