اختلفت الآراء السياسية حول احتمال تفجير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاوضات التهدئة مع حركة حماس التي يديرها الوسطاء الدوليون والإقليميون، وذلك من خلال تنفيذ ضربة عسكرية استباقية في لبنان.
وبالتزامن مع مفاوضات التهدئة التي تجري بالعاصمة القطرية الدوحة، تعيش المنطقة توترًا عسكريًا كبيرًا ينذر باندلاع حرب شاملة، وتدخل إيران وميليشيا حزب الله فيها كأطراف للصراع؛ ما يهدد المنطقة بأسرها بحرب طويلة الأمد.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، إن “نتنياهو قد يندفع بضغوط من حلفائه اليمينيين نحو توجيه ضربة استباقية للبنان”، مؤكدًا أن هذا القرار سيؤدي إلى إشعال المنطقة بأسرها والدخول في حرب شاملة.
وقال صباغ في حديث لـ”إرم نيوز”، إن “هذه الحرب ستكون بين العديد من الأطراف، وستؤدي إلى انهيار مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل، ولن تمكن الوسطاء من التوصل لحل وسط بين طرفي القتال بغزة”، مبينًا أن هذه الخطوة ستثير غضب حلفاء إسرائيل.
وأضاف أن “الولايات المتحدة لا ترغب في مواجهة واسعة النطاق في المنطقة، وتعمل حاليًا من أجل تخفيف حدة الصراع بالشرق الأوسط”، مشددًا على أن الهجوم على لبنان سيدمر الجهود الأمريكية للتهدئة في المنطقة.
وأشار إلى أن “ذلك سيدمر المصالح الغربية والأمريكية بالمنطقة، وسيجبر تلك الأطراف على التواجد بشكل عسكري مكثف بالمنطقة، وهو الأمر المرهق للغاية بالنسبة لتلك الدولة”، متابعًا: “حلفاء نتنياهو يرغبون بتدمير المنطقة وجرها نحو أطول صراع بتاريخها”.
واستكمل: “أحد أبرز أهداف اليمين الإسرائيلي جر المنطقة إلى حرب شاملة، وتدمير الدول المجاورة لإسرائيل، وهو ما يدفعهم لممارسة ضغوط على نتنياهو للاستمرار بحرب غزة وفتح جبهة قتال جديدة من حزب الله وإيران”.
استمرار حكمه
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن “نتنياهو وإن كان لا يريد التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس بغزة؛ إلا أنه لن يغامر بفتح جبهة قتال جديدة مع لبنان بالوقت الراهن”، مبينًا أن ذلك خوفًا من إثارة غضب الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل.
وقال جبارين، لـ”إرم نيوز”، إن “نتنياهو معني باستمرار حكمه، وهو الأمر الذي يدفعه لمواصلة القتال بغزة؛ إلا أن أي جبهة قتال جديدة ستزيد من الضغوط التي تواجهها حكومته داخليًا وخارجيًا، وهو الأمر الذي سيؤدي لانهيارها”.
وبين أن “الوسطاء يبذلون جهودًا استثنائية من أجل إنهاء القتال بغزة؛ ما يضمن عودة الهدوء للمنطقة، ويعملون لأن يكون الهدوء مع لبنان أحد جوانب التهدئة بين إسرائيل وحماس”، مؤكدًا أن أي مغامرة من إسرائيل أو أي طرف آخر ستشعل المنطقة.
وأشار إلى أن “الظروف ملائمة بالوقت الحالي للتوصل إلى اتفاق تهدئة مرحلي بين حماس وإسرائيل، وهو الأمر الذي قد ينجح بجولة المفاوضات الحالية”، مستدركًا: “إلا أن أي اشتراطات جديدة قد تؤدي لانهيار تلك المفاوضات.
ورجح أن يكون انهيار المفاوضات بمثابة “الدخول في مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى؛ ما سيجبر حلفاء تل أبيب للتدخل، خاصة وأن بقاءها يضمن مصالحهم الدولية والإقليمية”، حسب تقديره