هل يعود المتوفى دماغيًّا إلى الحياة مجددًا؟
يلقى التبرع بالأعضاء البشرية من أشخاص متوفين دماغيًّا، إقبالًا متزايدًا في العالم العربي، ولكن السؤال الأهم لدى من يترددون حتى الآن، في تسجيل موافقاتهم المسبقة على التبرع بأعضائهم، هو هل من الممكن أن يعود المتوفى دماغيًّا إلى الحياة مجددًا؟
ففي السعودية تجاوز عدد الأشخاص الذين وقعوا على موافقاتهم للتبرع بأعضائهم عند الوفاة دماغيًّا ما يزيد على نصف مليون متبرع، وفي الكويت يقارب العدد 20 ألفًا، وفي الإمارات ما يزيد على 26 ألف متبرع، وتزيد الأرقام كلما زاد عدد السكان، كما هو الحال في الأردن ومصر.
ولكن تلك الأعداد تظل أقل من حاجة المرضى المسجلين، وأقل من طموحات الأطباء الذين يقولون إن الشخص المتوفى دماغيًّا يمكنه التبرع بثمانية أعضاء من جسمه، وإنقاذ حياة كثير من مرضى الكلى والكبد والقلب وأمراض أخرى.
ورغم زيادة الوعي والتعاطف مع القوائم الطويلة للمرضى المحتاجين لأعضاء، وتزايد الآراء الدينية التي تحث على التبرع، وسهولة التسجيل عن بعد في منصات إلكترونية، يظل التردد حاضرًا لدى عدد كبير، لا سيما من يبحثون عن جواب مقنع عن حال الشخص المتوفى دماغيًّا
ويقول المركز السعودي لزراعة الأعضاء، إن المتوفى دماغيًّا لا يعود إلى الحياة مجددًا؛ لأن الوفاة الدماغية هي التعريف الطبي للموت.
ولمزيد من الإقناع، يؤكد المركز الحكومي أنه “لا يوجد حالة شُخِّصَت بالوفاة الدماغية، وعادت إلى الحياة منذ عُرف مفهوم الوفاة الدماغية طبيًّا”.
وقادت عمليات التبرع بالأعضاء من أشخاص متوفين دماغيًّا، لإنقاذ حياة عدة مرضى في الأيام الماضية، وبينهم الشاب السعودي تركي المازني الذي زُرِعَت كليتاه وكبده والبنكرياس في مرضى آخرين.
وشهدت مستشفيات في الكويت والإمارات عملية تبرع أعضاء أيضًا، نُقلت فيها أعضاء من مواطن كويتي متوفى دماغيًّا لوافدة مقيمة في الإمارات، فيما تكفلت طائرات طبية مجهزة وفرق من الجراحين في مهمة التنقل والعمليات الجراحية التي تكللت جميعها بالنجاح