“
اعلن باحثون من جامعة ولاية كارولينا الشمالية عن نجاحهم في تطوير ضمادة كهربائية رائدة تعمل بالطاقة المائية، ويمكنها تسريع التئام الجروح المزمنة بشكل كبير.
الابتكار الجديد يعد بنتائج مثالية في تقليل أوقات التعافي للمرضى الذين يعانون من إصابات بطيئة الالتئام، مثل تلك التي يعاني منها مرضى السكري، حسب ما كشفت صحيفة “ذا ديلي ميل” البريطانية.
تتكون الضمادة الجديدة، التي يشار إليها باسم الضمادة التي تعمل بالماء والخالية من الإلكترونيات (WPED)، من ضمادة يمكن التخلص منها، وأقطاب كهربائية على أحد الجانبين، وبطارية صغيرة على الجانب الآخر.
ويتمثل الابتكار الرئيس في هذه الضمادة الذكية في قدرتها على التكيف مع الأسطح غير المنتظمة للجروح المزمنة، والتي غالبًا ما تكون عميقة وغير متماثلة، وهو أمر بالغ الأهمية لتوجيه المجال الكهربائي من حواف الجرح إلى مركزه، وتاليًا تسريع الشفاء.
أما طريقة عملها فتتلخص في وضع الضمادة على الجرح مع وضع الأقطاب الكهربائية على اتصال مباشر بالمنطقة المصابة، ثم تُضاف كمية صغيرة من الماء إلى البطارية بهدف تنشيطها وتوليد مجال كهربائي يستمر عدة ساعات بهدف تسريع التئام الجروح.
يعتمد مبدأ فاعلية الضمادة على الفهم الراسخ بأن المجالات الكهربائية يمكنها تسريع عملية التئام الجروح المزمنة.
وخلال التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بمرض السكري، وجد الباحثون أن ضمادات WPED ساعدت في تسريع معدل التئام الجروح، وتحفيز تكوين الأوعية الدموية الجديدة، وتقليل الالتهابات، وكلها ضرورية لتحسين التئام الجروح.
ومن المثير للدهشة أن الجروح المعالجة بالضمادات الكهربائية تلتئم أسرع بنسبة 30% من تلك المعالجة بالضمادات التقليدية.
ويشير هذا التحسن الكبير في وقت الشفاء إلى أن الضمادة قد تكون مفيدة خاصة للمرضى الذين يعانون من الجروح المزمنة، والتي غالبًا ما يكون من الصعب علاجها، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطرة مثل البتر أو حتى الموت.
إن أحد أكثر الجوانب الواعدة لهذه التقنية الجديدة هو فاعليتها من حيث التكلفة.
وفقًا للدكتورة “أماي باندودكار”، أحد المشاركين في الدراسة، يمكن إنتاج الضمادات مقابل بضعة دولارات فقط لكل منها، ما يجعلها خيارًا ميسور التكلفة للاستخدام على نطاق واسع.