“عاصمة مقابل عاصمة”… استهداف حزب الله لتل أبيب ثبّت “معادلة الرّدع”!
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد الصمادي أن حزب الله تمكن من تحقيق توازن ردعي مع الجيش الإسرائيلي، وأثبت قدرته على الرد الاستراتيجي عبر استهداف العمق الإسرائيلي كدلالة على رده على أي تصعيد ضد لبنان.
وأضاف الصمادي، خلال تحليله للوضع الميداني في لبنان، أن رد حزب الله السريع على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المفاوضات، عبر استهداف مركز إستراتيجي في تل أبيب بصاروخ نوعي، أسس لمعادلة “عاصمة مقابل عاصمة”، حيث يعني أن أي استهداف لبيروت سيقابله استهداف لتل أبيب.
وفيما يخص المعارك البرية على الحدود اللبنانية، أشار الصمادي إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى للسيطرة على منطقة الخيام نظرًا لموقعها الاستراتيجي، موضحًا أن السيطرة على هذه المواقع يجعل المدافع عاجزًا عن خوض معركة دفاعية ناجحة. كما أكد أن العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي تعتمد على التقدم عبر محور رئيسي ومحاور ثانوية، وهو ما تجسد في التوغلات المحدودة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، إلا أن هذه العمليات قوبلت بخسائر دفعته للتراجع، ليعتمد على المشاة في منطقة الخيام بعد تنفيذ عمليات استطلاع مسلح.
وأوضح الصمادي أن الاختراق الإسرائيلي في المنطقة تراوح بين 5 و 6.5 كيلومتر، مشيرًا إلى أن نتنياهو يفضل الحل العسكري والأمني على الحل الدبلوماسي، رغم أن الواقع الميداني يفرض توجيه الحركات التعبوية لمواجهة المقاومة.
وبخصوص إستراتيجية حزب الله في المعارك، ذكر الصمادي أن الحرب بين الجانبين غير متماثلة، حيث يعتمد الجيش الإسرائيلي على المدفعية والطيران، بينما يعتمد حزب الله على الرشقات الصاروخية، المسيرات الانقضاضية، والقتال بمجموعات صغيرة باستخدام صواريخ مضادة للدبابات.
أما في ما يخص محور علما الشعب وتلة البياض، لفت الصمادي إلى أن تقدم القوات الإسرائيلية باتجاه منطقة علما الشعب، حامول، والظهيرة، قوبل بقتال عنيف. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى لقطع الطريق الساحلي والبحث عن منصات إطلاق الصواريخ، معتبراً أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تخدم القوات الإسرائيلية كونها مفتوحة وتحتوي على أودية تسهل الحركة التعبوية.
في الختام، أكد الصمادي أن قدرات حزب الله لا تزال متماسكة ومؤثرة، وقادرة على تحقيق الردع، متوقعًا أن الساعات القادمة ستكشف نتائج المواجهة المستمرة بين الطرفين، في ظل تصاعد المعارك وتبادل الضربات الاستراتيجية.
المصدر: الجزيرة