يعتقد كثيرون أن المناظرة المرتقبة بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ستحدد بنسبة كبيرة هوية الفائز ببطاقة الدخول إلى البيت الأبيض خلفاً للرئيس الحالي جو بايدن.
ويرجع ذلك إلى تقاليد المناظرات في التاريخ الأمريكي، والتي يستخدم فيها “الخصمان” كل الحيل والمواهب والإمكانيات في سبيل كسب النقاط وقلوب المؤيدين، وقد تصل بأحدهما إلى استخدام “الضربة القاضية” التي قد تعبّد أمامه الطريق إلى الرئاسة حتى قبل فتح صناديق الاقتراع.
مناظرة سابقة
في 27 يونيو/ حزيران، التقى دونالد ترامب وجو بايدن في مناظرة تلفزيونية مباشرة، كانت الأولى والأخيرة من نوعها بينهما، بدا فيها أداء بايدن مهتزًا ومتعثرًا، ولم يتمكن على إثرها من كسب الترشح كرئيس لولاية ثانية في مواجهة خصمه الذي بدا أكثر نشاطًا وحضورًا.
وعقب هذه المناظرة ارتفعت أسهم الرئيس السابق والمرشح الجمهوري بشكل واضح، باعتباره الأكثر قرباً من الدخول إلى البيت الأبيض.
وعزز هذه الفرضية تعرض ترامب بعد هذه المناظرة بأيام لمحاولة اغتيال خلال خطاب أمام حشد من مؤيديه في ولاية بنسلفانيا، ما أنتج حملة تضامن واسعة مع الرئيس السابق على المستوى الوطني.
وظهرت حملة التضامن تلك في الحشد الكبير الذي تدفق إلى ميلووكي في ولاية ويسكونسن لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سمى دونالد ترامب مرشحاً قوياً للحزب.
لعبة القدر .. لا تكتمل
بدا الأمر وكأن القدر لعب لعبته لصالح المرشح الجمهوري هذه المرة، فطريقه إلى البيت الأبيض بات معبّداً لاستقباله فائزاً بلا منازع، ودعمت استطلاعات الرأي المتواترة تفوقه الواضح على الرئيس الحالي “جو النعسان” كما يصفه ترامب.
أيام قليلة وضغوط كثيرة تضافرت بعد ذلك لتبعد “جو المغدور” عن الترشح لولاية ثانية، بعد الفشل الذريع في مقارعة ترامب، وتخلّي الجميع عنه، لتحل مكانه نائبته كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي بدعم وتأييد غير مسبوق.
وكان هذا التغيير بمثابة “النكسة” التي حلت على ترامب وحملته الانتخابية، إذ سرعان ما تحولت الأمور لصالح المرشحة الديمقراطية التي استطاعت توحيد الديمقراطيين خلفها بعد فترة انقسام مريرة وطويلة.
واليوم، وقبيل شهرين على توجّه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، تظهر استطلاعات الرأي تنافساً متقارباً بين هاريس وترامب، فيما تتأرجح 7 ولايات ما بين المرشحين، من بينها بنسلفانيا التي تتابع هاريس منها زخم حملتها الناجحة، ضمن جولة مع نائبها تيم والز شملت جورجيا وستشمل ولايات أخرى مصنفة ضمن الولايات المتأرجحة.
وتبدو هاريس في وضع مريح بعد أن تجاوزت ترامب في جمع التبرعات، وفي استطلاعات الرأي التي كانت تظهر تقدمه قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.
وفي شهر واحد فقط، تمكنت هاريس من جمع نصف مليار دولار، وهو رقم قياسي. وفي المقابل أجّج ترامب حماسة قاعدته اليمينية بخطابات حذّر فيها من حصول كارثة؛ بسبب المهاجرين الذين وصفهم بالمجرمين، ورسم صورة قاتمة لبلد في حالة “انحدار” لا يمكن لأحد غيره إنقاذه.