أسئلة عن حجم الرد على إسرائيل والسقوف الممكن استيعابها

الرد على عمليات الاغتيال الإسرائيلية على كل لسان وفي كل مكان في العالم. وإذا كان لا يختلف اثنان على أن الرد سيحصل على اغتيال كل من فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، ومسؤولين من الحشد في العراق، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» اسماعيل هنية في طهران، فإن السؤال المطروح: متى سيكون هذا الرد وحجمه؟

وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء»: «لا يمكن التكهن بحجم الرد وتوقيته. ويتوقف ذلك على قدرة حركة الاتصالات الجارية على غير صعيد بهدف الحؤول دون انفجار الوضع في المنطقة. واذا كان من المؤكد انه لا يمكن منع الرد، فإن هدف المساعي تحديد الاستهداف وتجنب هجمات تستدرج ردا مقابلا، او انحرافها لتطول بعض الأهداف الحيوية ليصبح معها من الصعب إبقاء الأمور تحت السيطرة».

وتابع المصدر: «في مواجهة قرقعة السلاح والأصوات التي تطلق العنان لتهديداتها سواء لجهة الهجوم او الرد عليه، وفي ظل الحشود والاستعدادات العسكرية على غير صعيد وفي أكثر من مكان، تتكثف الاتصالات في المقابل، والقليل منها معلن وأكثرها غير معلن. ويدرك الجميع أن حجم المغامرة التي يخشى معها إغراق المنطقة في رد سيستهدف إسرائيل اذا تجاوز السقوف التي يمكن استيعابها، سيؤدي إلى دعم غربي لإسرائيل قد يستتبع باصطفاف مقابل، من دون استبعاد تدخل قوى غير معلنة على خط المواجهة ولو بطريقة غير مباشرة، من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي، ما يضع المنطقة أمام مصير مجهول». وأشار المصدر «إلى أن الاتصالات تتركز على محاولة إيجاد مخارج من خلال أهداف موضعية، كتنفيذ عمليات اغتيال او ما يشبهها وان تجاوزت حدود الجغرافيا».

كما تناول «دقة المرحلة التي تتطلب متابعة الموقف يوما بيوم، لمعرفه المسار الذي ستتجه اليه الأمور في نهاية الاتصالات، خصوصا ان الوقت يضيق أمام تحديد ساعة الصفر».

في المقابل، عاد أحد المحللين العسكريين بالذاكرة إلى ما سبق ان أدلى به مسؤول في «حزب الله» في مجلس خاص، ان «الحزب» لم يتمكن في رده على اغتيال الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي في 16 فبراير 1992 بصاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية على سيارته.. لم يتمكن من النيل من وزير او مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، الا انه، اي «الحزب» ازداد قوة، وبات ما هو عليه اليوم.

وفي ذلك إشارة إلى «بنك أهداف» مختلف لـ «الحزب»، ويقوم على ما هو متاح من توجيه ضربات موجعة إلى إسرائيل، من دون ان يكون الهدف ما يفكر به الكثير من المراقبين والمحللين.

وتابع المحلل: «يبقى رأس اهتمام الحزب البقاء في جهوزية تامة لقتال الجيش الإسرائيلي أطول فترة ممكنة، وتكبيده خسائر في الميدان، تجعل رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي تقر بتفوق رجال الحزب في الميدان، ما يحتم على القيادة العسكرية الإسرائيلية التعويل في شكل أساسي على سلاح الجو، والصواريخ المتطورة الذكية، والتي جعلت الجيش الإسرائيلي يتخلى عن فرق كوماندوز خاصة كان يعهد اليها تنفيذ عمليات على الأرض».

وتابع: «تبقى القوة الصاروخية وكثافة إطلاق صواريخ من مختلف الفئات، في رأس سلم الأولوية لدى الحزب، لما في ذلك من ورقة تجعله قادرا على شل الحياة في مدن إسرائيلية عدة على طول الساحل المتوسطي وغيرها، وبالتالي جعل مرفأ حيفا خارج الخدمة وكذلك حقل كاريش لإنتاج الغاز الموجود في البحر».

وذكر أن «الحزب» عزز ترسانته الحربية بمسيرات تم تطويرها، «وباتت قادرة على التوغل في المجال الجوي الإسرائيلي وتنفيذ مهمات ثم العودة إلى نقاط إطلاقها من الأراضي اللبنانية».

وأضاف: «كما يعتمد الحزب على قوة ثابتة من العسكر يتخطى عديدها المائة الف مقاتل، لتأمين قتال عالي المستوى في مناطق قد يقتحمها الجيش الإسرائيلي، من دون ان يتمكن من تثبيت نقاط فيها».

المصدر: الانباء الكويتية

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version