“قد يدخل الجليل”… خبيرٌ يحذّر: حزب الله سيرد قبل الثلاثاء
أكد المحلل السياسي والعسكري الدكتور محمود عبد السلام أن سيناريوهات الرد المتوقع من محور المقاومة متعلقة بحجم الاستهداف الذي قام به الكيان الإسرائيلي ضد أهداف محددة في محور المقاومة.
وقال عبد السلام لوكالة “سبوتنيك”: “في الأيام الأخيرة، شهدنا أربعة استهدافات مباشرة من الكيان الإسرائيلي وداعميه، الأول لمدينة الحديدة اليمنية إذ تم استهداف مناطق آمنة وأهداف مدنية ومستودعات بترول، وأما الثاني في شمال بابل في العراق حيث استهدفت مناطق مدنية أيضاً وبعض الأهداف العسكرية التابعة للمقاومة والحشد الشعبي، فالثالث الذي استهدف القائد الليناني الكبير في حزب الله فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية في لبنان، والاستهداف الرابع وهو اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد اسماعيل هنية، وما يعنيه ذلك من استهداف لسيادة الدولة الإيرانية عبر استهداف أحد كبار ضيوفها”.
وأوضح الدكتور عبد السلام أن هذه الاستهدافات الأربعة خرق صارخ لميثاق الأمم المتحدة ولسيادة هذه الدول وبالتالي يمكن القول بأن رد محور المقاومة سيكون متناسبا مع حجم الأهداف التي استهدفها الإسرائيلي، ما يشير إلى أننا مقبلون على مواقف مختلفة عما سبقها.
وأوضح المحلل العسكري السوري بأن إيران “استهدفت في نيسان الماضي، قلب الكيان الجاثم على صدر فلسطين بأكثر من 300 مسيرة وصواريخ جوالة، ولزم الكيان الإسرائيلي للتصدي لهذا الهجوم حشد تحالف عربي مخجل مع دول الغرب وعلى رأسها أمريكا، وكان في الجو ما يقارب 160 طائرة وجميع الدول التي تتواجد فيها قواعد أمريكية كالعراق وسوريا والأردن، وحتى في تركيا وقبرص”.
وأضاف المحلل العسكري: “لكل ذلك، أتوقع أن الرد الإيراني وعموم محور المقاومة سيكون كبيراً ومؤثراً وفاعلاً وأكثر من أن يحسب له حساب أو يتم التصدي له على غرار الضربة الأولى التي استلزم الوصول إلى الأهداف أكثر من عشر ساعات، فإيران ستستخدم ترسانتها من الصواريخ الفعالة ذات الأثر التدميري الكبير من نوع أرض جو إضافة إلى الصواريخ الجوالة التي تستطيع تفادي المضادات الجوية المعادية إضافة إلى إمكانية استخدام صواريخ غير تقليدية، وأقصد بذلك الصواريخ الفرط صوتية”.
وبيّن المحلل السياسي أنه “على الجبهة اللبنانية، أعتقد أن نصر الله سيأمر المقاومة باجتياز منطقة الجليل الأعلى واجتياز الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بحسب تطورات المعركة، وسيقوم بنسف الكثير من الأهداف، بنك أهداف دقيق للغاية بحجم الضربة على الضاحية حيث أعلن سماحة السيد أن تل أبيب مقابل الضاحية الجنوبية وبيروت، والمرفأ بالمرفأ، والقاعدة العسكرية بالقاعدة العسكرية، والمدني بالمدني، والعسكري بالعسكري، والقائد بالقائد، وما إلى ذلك من قواعد اشتباك جديدة فرضها حزب الله في جنوب لبنان”.
وأشار الدكتور عبد السلام إلى أن المناقبية الأخلاقية والقيم القتالية العالية التي يتمتع بها “حزب الله” ومقاتلوه لن تسمح لهم باستهداف الأحياء المدنية داخل فلسطين المحتلة، موضحاً أن حزب الله لا يريد تصويره على أنه أنه يفتك بالمدنيين، ولا يريد تشويه صورته المناقبية التي اعتاد عليها الغرب بأنه لا يضرب إلا الأهداف العسكرية المشروعة وفق ميثاق الأمم المتحدة ومندرجات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأضاف عبد السلام: “من المرجح أن الحزب سيستهدف مطارات، ومراكز القيادة والسيطرة بصواريخ فتاكة ذات دقة عالية وبسرعة عالية لا يمكن للقبة الحديدية التصدي لها، ومن الممكن أن يستهدف محطات الكهرباء وقد توعد بها سابقاً، فسيضرب أهدافاً مؤثرة من شأنها أن دفع إلى الهدنة في غزة، وتزيد الغضب الإسرائيلي على هذه الحكومة المتطرفة، وربما تعجل بإسقاطها، وهذا أقصى ما يريده حزب الله ليسمع دول العالم أن الوقت الذي كانت تتلقى فيه دول المقاومة الضربات من فم صامت قد ولى وأصبح خلف ظهورنا، واليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم”.
وأكد المحلل العسكري أن رد “حزب الله” سيكون حتماً “قبل كلمة نصر الله المنتظرة يوم الثلاثاء القادم، وإن هذه الضربات ربما تسرع بإنجاز هدنة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث إن الكيان سيكون أمام مشهد قاسٍ وبمثابة العاجز عن حماية نفسه ومستوطنيه، مشيراً إلى أنه الآن قد بدأ بإظهار هذه الصورة من خلال دعوة وزير الحرب في حكومة الكيان الإسرائيلي نظراءه في بريطانيا وفرنسا ودول الناتو إلى إنشاء تحالف عسكري مهمته الرد على محور المقاومة في حال استهدف الكيان”.
وأضاف: “ومن جهة ثانية شاهدنا رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي كيف يستجدي رئيس النظام الأمريكي الخرف جو بايدن من أجل الدفاع عن إسرائيل، ووفق قوله باعتبار أن الكيان الإسرائيلي يقوم بحربه نيابة عن أمريكا والعالم كما جاء في خطابه القبيح أمام كومبارس الكونغرس الأمريكي وبالتالي إيقاف الحرب لن يؤدي سوى إلى وقف الأعمال التي يقوم بها محور المقاومة إسناداً لمعركة غزة الكبرى”.
وتابع عبد السلام: “أما اليمن فستزيد من الحصار الذي تفرضه على السواحل والموانئ الإسرائيلية سواء في أم الرشراش (إيلات) أو في حيفا، وكذلك سيتم ضرب أهداف في عمق فلسطين المحتلة، وبالنسبة للعراق أعتقد أنها ستزيد من هجماتها ضد القواعد الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا في عين الأسد والحرير والمنطقة الخضراء والبوكمال والتنف والشدادي وغيرها”.
وقال: “أمريكا عازمة على الدفاع بكل ما أوتيت عن طفلها الصهيوني المسخ، وقد أعلن ذلك الرئيس الأمريكي وأعطى الأوامر لوزير الحرب الأمريكي الذي قام استنفر الأسطول الأمريكي وحاملات طائراته ومدمراته للدفاع عن الجيش الإسرائيلي، كما عززت منظومات الدفاع الجوي في الدول الحليفة للجيش الاسرائيلي في المنظومة العربية والإقليمية، لاعتراض الصواريخ الإيرانية في المجال الجوي لهذه الدول”.
وتابع المحلل العسكري: “محور الشر بزعامة أمريكا وعضوية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل دول الناتو سيدافع بكل قوة عن هذا الكيان، وربما هذه الدول غير راضية عن تصرفات النتنياهو، ولكن في الوقت ذاته مفروض عليها هذا الدفاع عن ربيبتها، لأنها لا تريد أن يظهر الإيراني أو أي من حلف المقاومة بمظهر المنتصر أو أنه استطاع أن يقوم بضربة رادعة وقاسية ومشلّة لهذا الكيان، وكذلك حفظاً لماء وجه الأمريكي وحلفائه”.
وقال الدكتور عبد السلام: “أبشركم أن عصر زوال الجيش الاسرائيلي واندثار وردع حلفائه قد بدأ حقيقة ولولا الدعم الأمريكي والغربي اللا محدود لكانت ثلاثون يوماً من المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة، كفيلة بتدمير هذا الكيان عسكريا واقتصاديا، إذ إن أمريكا مدّت هذا الكيان بأكثر من 100 صفقة سلاح خلال الأشهر العشرة الماضية وأكثر من 65 مليار دولار واشترك جنود المارينز وقادة كبار في الجيش الأمريكي بالتخطيط وقيادة العمليات القيادية، وحتى الحرب على الأرض، شاهدنا مختلف أشكال الدعم اللوجستي عبر الأقمار الصناعية وأجهزة التنصت، وكيف أن أمريكا نشرت حاملتي طائرات وعدداً كبيراً من القطع البحرية القتالية بعد طوفان الأقصى في تشرين الاول الماضي للدفاع عن هذا الكيان، فكيف إذا تعرض لخطر وجودي من محور المقاومة بضربات فتاكة ومؤثرة للغاية، فبكل تأكيد هي لن تتخلى عن هذا الكيان رغم جرائمه القذرة وقراراته الغبية بجر المنطقة إقليمياً وعالمياً إلى حرب ثالثة لا تبقي ولا تذر”.