الصايغ: قدرنا في هذا الشرق أن نكون شهودا للحرية للإنسانية جمعاء

رأى عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ خلال ذكرى شهداء بلدة اهمج أن “المشهد الجامع في الكنيسة ومشاركة النائبين زياد الحواط وسيمون ابي رميا في ذكرى شهداء البلدة هو المشهد الذي يلتمسه كل أبناء المنطقة”.

وقال الصايغ: “في كل لقاء عائلي من هذا النوع اطرح اسئلة كثيرة خاصة بعد لقاء الرفاق في قرطبا والوقوف امام لوحة شهداء انفجار المرفأ هل لبنان يستحق؟ هل القضية التي نؤمن بها تستحق؟ ماذا سيحصل في المرحلة القادمة؟ لذلك يجب العودة الى الاساس، الى عظة الاب الجليل الذي ذكرنا أن المسيح حررنا منذ ٢٠٠٠ سنة ونحن احرار بحرية المسيح التي منحنا إياها والتي لها أبعاد لاهوتية عميقة وقضيتنا ومعنى وجودنا مرتبط عضويا بالحرية، ومعنى وجود لبنان مرتبط حكما بتلك الحرية ومعنى وجود الشراكة الوطنية ووجود الدولة والنظام والعيش المشترك أيضا مرتبط بالحرية”.

أضاف:” عندما نشعر بأي خطر على حريتنا نعود إلى المربع الأول إلى علاقتنا بالأرض والجبال والارزات، واليوم الحرية في لبنان مهددة، وقدرنا في هذا الشرق أن نكون شهود للحرية للإنسانية جمعاء لأنها حرية المسيح”.

تابع:” علينا أن نبقى على جهوزية تامة للفرح والحياة والمحبة والشراكة والتضامن والتعاضد وللخدمة، وفي نفس الوقت علينا أن نحافظ على سياج هذه الحرية التي تتلخص باسم “لبنان” ونحن وشهداؤنا عرفنا كيفية المحافظة على تلك الحرية في الماضي. قد يقول البعض أن الشر تكاثر علينا ولهم أقول إن العدد لا يخيفنا لم ولن نسمح للخوف بالتسلل إلى داخلنا مهما كثر الشر على الخير ونحن من علّمنا العالم أن العين تقاوم المخرز وفي هذه الأرض دائما ينتصر الحق على الباطل والخير على الشر”.

وأشار إلى أننا “مؤتمنون اليوم في السياسة أن نقف الموقف الصحيح ونعود ونتمسك أكثر في الجوهر”.

اضاف: “جميعنا يسمع عن التهديدات بالفوضى في لبنان في حال حصول تسوية بين حزب الله واسرائيل او اذا بقيت الحرب كما هي الآن او اذا ما اجتاحت اسرائيل حتى جنوب الليطاني، وهذه سيناريوهات تعمل غرف سياسية على تسويق نتائجها علينا. ويريدون منا لتدارك الفوضى الاستسلام وانا اقول لكم ان مواجهتها لا تتم إلا بالوعي العام  وبموقف حر موحد ينبع من جوهر طرح  البطريرك الحويك للبنان الكبير”.

تابع الصايغ: “يظنون أننا بالفوضى نستسلم للإملاءات وقد فاتهم أننا أبناء الرجاء والقيامة، وعلى مرّ التاريخ جرت محاولات ربط نزاع واذكر منها اتفاق القاهرة الذي كان ضروريا بوقتها لتحضير الدولة اللبنانية للمواجهة لمنع التوطين وعندما سقطت الدولة قمنا بواجبنا للمحافظة عليها وعلى الحرية فيها، وفيما بعد، وبعد العام ٢٠٠٦ ربطنا النزاع مع حزب الله بتمرير المعادلة الخشبية “جيش وشعب ومقاومة” بعد تفريغها من مضمونها واكدنا لهم في البيانات الوزارية أن الشعب اللبناني غير  موافق على موضوع السلاح وطالبنا بالإستراتيجية الدفاعية لكن هذه المرة ربطنا النزاع دون أن يتحضر مجتمعنا للسيناريو السيّئ لان رهاننا ما زال على الدولة ومؤسساتها”.

واعتبر أن الدولة “تحوّلت إلى هيكل عظمي غير قادرة حتى على تلبية ابسط الخدمات الإجتماعية والصحية، والخطأ الكبير أننا كأحزاب لم نتحضر كما حصل بعد ١٩٦٩ اذ تلهينا بالانتخابات النيابية والبلدية وبلعبة السلطة ونسينا الجوهر الذي على أساسه أسّست دولة لبنان الكبير”.

وشدّد الصايغ على أن “البعض يعيش للأسف منطق الذمية السياسية التي لم تحافظ يوماً على الهوية أو الشعب، وواجباتنا أن نقول الحقيقة بين بعضنا البعض ونرفض اسباب الحرب التي تحصل في الجنوب، ولن نقبل أن نُقدّم كأضاحي في مشاريع غير لبنانية، لأننا ما زلنا نؤمن بالجيش اللبناني، وأكبر سلاح عندنا هو إيماننا ووحدتنا في البيت الداخلي لذلك وتعبيرا عن مشهدية الوحدة في الجوهر دعونا في ١٣ نيسان نواب كسروان للمشاركة في يوم الشهيد ليضعوا اكليلا امام اللوحة التذكارية،٥،٥١٣ شهيد ماتوا لنحيا ولولاهم لما كنا. ”

اضاف: “نرفض أن يتم تخويفنا بالعدد، واي من شهدائنا لم يستشهد في “الكباريهات” أو على شاطىء البحر أو في الأسواق وهو يسرق كما يحلو للبعض أن يذكر، وإنما لشهادة هؤلاء معنىً، وعلى هذا الأساس سوف نتعاطى مع الإستحقاقات المقبلة”.

وشدد الصايغ على أنه “ربما تكون هذه وقفة الحرية الأخيرة اذا ما أضعنا البوصلة لان كل مكونات البلد في خطر وليس فقط المسيحيين، والمجموعة المسيحية رغم قلة عددها ما زالت القوة السياسية الاقوى إذا ما اتحدت في جوهر الكيان ولسنا ضعفاء ومشكلتنا داخلية لأننا نلتهي ببعضنا”.

وقال: “لا خلاص لشعبنا الا بوحدتنا وبمواقف واضحة لكل الأحزاب السيادية من السلاح غير الشرعي ومن اللامركزية، ومن السلاح المتفلت، ومن الحياد، ومن مسألة النازحين ومن تعطيل الانتخابات الرئاسية ومن مفهوم انبثاق السلطة”.

وختاما قال: “أكبر نضال يمكن أن نقوم به هو النضال الثقافي، نضال فرح الحياة بوجه المشروع الآخر الذي يحاول تغيير هوية لبنان”

من جهته أكد رئيس قسم اهمج باسكال متى أننا “اجتمعنا تحت راية حزب الكتائب اللبنانية على حب لبنان، منذ نشأة الحزب حتى اليوم، وتعمّدنا فيه بالدم ليبقى لبنان النموذج والرسالة”.

اضاف: “لم يبخل الحزب في تقديم الغالي والنفيس ليبقى الوطن شامخا، ولم يتردد في تقديم قادته قرابين حفاظا على سيادة الدولة بوجه كل الاغراب”.

وأشار إلى أن “شهداء الكتائب دفعهم انتماؤهم الوطني للدفاع عن لبنان ولم يطلب اي منهم المجد شخصي أو المنفعة ذاتية، بل اختاروا طريق النضال والموت من أجل القضية التي آمنوا فيها، قضية الحرية والسيادة والاستقلال قضية لبنان”.

وشدد على أن “في داخلنا روح نضال ومقاومة وهذه ميزة الكتائبيين وهذا ما يدفعنا إلى التثبت أكثر بالحرية والسيادة والاستقلال وهي ليست شعارات فضفاضة نعيشها في يومياتنا العادية وفي نضالنا الحزبي بعيدا عن المصالح الآنية”.

بدوره، ثمّن رئيس إقليم جبيل حليم الحاج الدور المميز لقسم اهمج وتضحيات الحزب في سبيل لبنان وشدد على أهمية الانتساب إلى حزب لا يعرف المساومة ولا يرضى بأنصاف الحلول بكل ما يتعلق بالامور الوطنية.

وترأّس الذبيحة الالهية كاهن رعيّة سيّدة الشير الخوري طوني حردان بحضور النواب الدكتور سليم الصّايغ ممثلاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وزياد الحواط وسيمون أبي رميا، رئيس البلدية نزيه أبي سمعان، مختاري البلدة شربل زيادة وشربل سمعان، أعضاء المكتب السياسي الكتائبي بشير عساكر ومنير الدّيك ورستم صعيبي، رئيس إقليم جبيل حليم الحاج، رئيس إقليم كسروان المحامي ميشال حكيم ورئيس قسم إهمج باسكال متى، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية الدكتور بشير إلياس، رئيس جهاز الشهداء والمُصابين والأسرى في حزب القوات اللبنانية شربل أبي عقل، الرئيس السابق للإتحاد اللبنانية لكرة الطائرة ميشال أبي رميا، واهالي الشهداء وأبناء البلدة والجوار.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version