“جيش موسيقي” لدى “حزب الله”
نشرَت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن “حزب الله” اعتمد على الفرق الموسيقية والمطربين والجوقات لترسيخ وجوده.
وذكرَ التقرير الذي ترجمهُ أنه منذُ تأسيسه في ثمانينات القرن الماضي وإطلاق مساره العسكري، أطلق “حزب الله” مساراً موسيقياً أيضاً، وأضاف: “في الإحتفالات الأخيرة التي نظّمها حزب الله، كان من الصعب أن يغيب المشهد الفني عن تلك المناسبات. تقريباً، وقبل كل كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تكونُ هناك مقدمة فنية لا تقلُّ عن نصف ساعة بحسب حجم الحدث، وذلك ناهيك عن الكلمات وقراءة النصوص الدينية وعروض الفرق الموسيقية والعسكرية، فضلاً عن عروض لمُطربين مرتبطين بالتنظيم وبالطبع أداء نشيد حزب الله”.
وأردف: “كان لحزب الله عدة فرق موسيقية رافقته على مر السنين، من بينها فرقة الولاية الموسيقية التي تقول صحيفة الأخبار إنها طلبت في بداية مشوارها دعماً من مرجعية دينية، فكان أول من وقف إلى جانبها هو الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي الذي اغتيل عام 1992”.
وتابع: “الموسوي قبل اغتياله، التقى بتلك الفرقة التي شرحت له فكرتها وحصلت على نوعٍ من الدفاع القانوني، وبعدها تمكّنت من العمل بشكلٍ مريح وكتب أعضاؤها العديد من الأغاني في بداية مشوارهم الفني”.
وأضاف التقرير: “في نهاية الثمانينات، قامت الفرقة بتأليف الأغنية التي أصبحت على مر السنين النشيد الرسمي لحزب الله، وهي الأغنية التي يرددها عناصر حزب الله عن ظهر قلب في كل احتفال، حتى هذه الأيام. وبحسب المنشورات، فقد تم تقديم النشيد لأول مرة في فعالية لحزب الله أقيمت في شارع بئر العبد في ضاحية بيروت، ولاقت استحساناً كبيراً لدرجة أن الجمهور طلب سماعه ما لا يقل عن 3 مرات على التوالي. حينذاك، كان أمين عام حزب الله حسن نصرالله مسؤولاً عن منطقة بيروت حينذاك وأعطى الموافقة والمباركة على النشيد الجديد الذي حقّق نجاحاً كبيراً”.
ويلفت تقرير “يديعوت أحرونوت” إلى أنَّ فرقة “الولاية” توقفت عن العمل رسمياً عام 1995، لكنها عادت منذ سنوات قليلة لتعيد تسجيل عدد من الأغاني القديمة بشكل رسمي، وأضاف: “لقد تمّت استعادة الأغاني التي تم تسجيلها سابقاً بطريقة أكثر تواضعاً ولكن بشكل احترافي للتواصل مع الأجيال المقبلة. كذلك، وخلال إحياء الذكرى الـ40 لتأسيس الحزب، أُعيد في العام 2022 تسجيل نشيد حزب الله مع فرقة ضخمة تضمّ 80 آلة موسيقية والعديد من المطربين، من بينهم من رافق الحزب منذ بدايته”.
وأكمل التقرير: “على مر السنين، لم تكن الولاية الفرقة الوحيدة التي رافقت حزب الله، فمن الفرق المشهورة أيضاً ما يُعرف بفرقة اسراء. إضافة إلى ذلك، فقد أصبحت كشافة الإمام المهدي تحت ظل حزب الله منذ ثمانينات القرن الماضي، وهذا الكشاف هو حركة شبابية لبنانية، ويُصبح العديد من الأطفال الذين انضموا إليها في ما بعد بمثابة ناشطين في الحزب”.
إلى جانب الفرق الموسيقية المرتبطة بالحزب، يتعاون “حزب الله” مع العديد من المطربين الذين يظهرون أيضاً في الاحتفالات العديدة. وهنا، يقول تقرير “يديعوت أحرونوت”: “معظم الأغاني المرتبطة بحزب الله تشبه الأناشيد الثورية النارية أكثر من الأغاني العادية، ويظهر ذلك في محتواها والرسائل القاسية التي يتم نقلها من خلالها”.
ويتابع: “تهدف هذه الأغاني إلى إثارة المشاعر الدينية لدى المستمعين. في اللغة العربية يسمى هذا النمط من الشعر النشيد، وهو نوع من القصائد. ومن المطربين الذين يعملون مع حزب الله ويقومون بتأليف الأغاني بهذا الأسلوب هو حسين الأكرف، وهو مغنّ شيعي أصله من البحرين”.