لابورا تسير “عكس السير” وأرقامها تقلب المقاييس
– نشرت مؤسسة “لابورا” تقريرها السنوي وجاء فيه: “إعتادت مؤسسة لابورا على خوض أصعب التجارب وتجاوز أكبر التحدّيات. فمنذ تأسيسها عام 2008، وفي ذروة الإحباط والسعي إلى الهجرة، وضعت لابورا نصب عينيها خدمة الشباب ومساعدتهم بجميع السبل المتاحة على البقاء في وطنهم والتجذّر في أرضهم.
واليوم وبعد 16 عاما، ما زالت لابورا تسير “عكس السير”، وما زالت أرقامها تقلب المقاييس: ففيما يتحدّث الجميع عن تفاقم البطالة في لبنان، تشير أرقام لابورا إلى أنّ فرص العمل تحقق ارتفاعاً ملحوظاً، يعد بأنّ الأمل لا بد ّمن أن يبتسم لشبابنا فيبقوا في أرضهم ويحافظوا عليها ويبنوا مستقبلهم فيها.
فقد ولدت مؤسسة لابورا في العام 2008 كحاجة وطنية لإعادة التوازن وإنقاذ التنوع في لبنان، وتعزيز المشاركة بين جميع مكوّنات الوطن، والعمل في القطاع الخاص لتوظيف الشباب ومتابعتهم والحد من هجرتهم.
وفي أوجّ زمن اليأس والإحباط لدى المسيحيين، وهروبهم من دولتهم نحو الهجرة إلى الخارج، عملت لابورا مع الشباب منهم بشكل خاص، لإعادتهم إلى أرضهم ومشاركتهم في صنع القرار الوطني، من خلال إعادة إنخراطهم في مؤسسات الدولة أو في وظائف القطاع الخاص.
وفي ظل الإنهيار الشامل الذي بدأ في العام 2019، برزت الحاجة أكثر الى عمل لابورا، ورغم حدة الأزمة، ووقف التوظيف في القطاع العام، إستطاعت لابورا تأمين وظائف وفرص عمل متنوعة للشباب وتأمين العيش الكريم لهم في وطنهم والحد من هجرتهم.
من المعلوم أن عملية التوظيف المتكاملة تبدأ بتوجيه الشباب بدايةً إلى الإختصاصات المطلوبة والوظائف التي تحتاجها سوق العمل. لذلك في عام 2023 وجّهت لابورا 4,500 شاب وشابة إلى الجامعات وسوق العمل فقام 2,815 شخصاً منهم بتقديم طلبات عمل. وظفت لابورا 565 شخصاً أي بزيادة 50% عن سنة 2022 هذا مع العلم بأنها قامت بتنظيم 27 دورة تدريبية لهم لزيادة فرص نجاحهم في كسب الوظيفة.
كما قامت منصة Sperare التابعة للابورا بتأمين 6,075 فرصة عمل للعام 2023 موزعة على الإختصاصات العشرة الأولى ووفق النسب التالية:
# | الإختصاصات | العدد | النسبة المئوية |
1 | مبيعات | 778 | 12.80% |
2 | مطاعم | 758 | 12.40% |
3 | محاسبة | 564 | 9.20% |
4 | الاستشارات الادارية | 432 | 7.10% |
5 | ادارة | 404 | 6.60% |
6 | اخر | 310 | 5.10% |
7 | علوم الكمبيوتر | 238 | 3.90% |
8 | تسويق | 213 | 3.50% |
9 | هندسة | 204 | 3.30% |
10 | مصمم غرافيك | 196 | 3.20% |
المجموع | 4097 | 67.10% |
وقد كانت في سنة 2022 نسب التوظيف 27% من أصل المتقدمين لهذه الوظائف ووصلت هذه
النسب في 2023 إلى 62% مما يدل على حاجة الشباب واللبنانيين إلى العمل.
والملفت في الأرقام أيضاً أن فرص العمل المقدّمة سنة 2019 وما قبلها لم تكن تتعدى 25% من عدد المتقدمين للوظائف. فيما أصبحت عام 2023 أكثر من 70% من المتقدّمين وتدنّى عدد المتقدمين إلى هذه الوظائف إلى أكثر من 60% مما يدل على النسبة العالية لهجرة الشباب.
كما دلّت دراسة لابورا عن سنة 2022 على أن كل 100 سيرة ذاتية نرسلها لمقدمي الطلبات إلى الشركات طالبة الوظائف كان يتوظف منهم 29% فيما أصبحت في 2023 تتخطى 70% . وهذا يدل على حاجة المؤسسات إلى عنصر الشباب المتخرج حديثاً وهذا العنصر يحتل المرتبة الأولى في الهجرة.
إذا قارنّا هذه الأرقام لسنة 2023 مع السنوات المنصرمة يتبيّن جلياً بأن عمل لابورا تقدّم بشكل لافت، وتؤكّد ذلك المعطيات التالية:
- حاجة المؤسسات المتزايدة إلى توظيف عنصر الشباب.
- حاجة الشباب إلى العمل بسبب الوضع الإقتصادي السيء والإستعداد للعمل في وظائف لا تناسب إختصاصهم.
- تقارب الأرقام بين فرص العمل المتاحة وعدد مقدمي الطلبات.
- وضوح حقيقة هجرة الشباب في السنوات الأخيرة في لبنان.
بناءً على كل ما تقدّم تطلق لابورا صرخة مدوّية لكلّ المسؤولين الروحيين والمدنيين إلى الإلتفات إلى وضع الشباب اللبناني والسعي الحثيث للعمل من أجل عدم إفراغ الوطن من شبابه.
وبالمناسبة، تسأل لابورا: أين خطط الدولة والحكومة للحدّ من هجرة شبابنا وخلق فرص عمل من خلال المشاريع الإنمائية ودعم القطاع الخاص وتحديد الحد الأدنى للرواتب و الأجور وضرورة إعادة هيكلية القطاع العام وتجديده بدم الشباب المعطاء؟”