معرض حُليّ للفنانة لينا جودي يستلهم مدينة صور برعاية المرتضى في المكتبة الوطنية
عرضت الفنانة لينا جودي، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالكاتب والاعلامي روني ألفا، مجموعة حلي ومجوهرات في المكتبة الوطنية، ووقعت كتابها ” أسطورتي” الذي يؤرخ للحقبات والعصور التي مرت بها مدينة صور، بمشاركة رئيسة “السيدات القياديات” مديحة رسلان.
وألقى ألفا كلمة المرتضى، فقال: “كيف تتحول مدينة إلى سوار في معاصم الحسناوات؟ وكيف تختزل الحواضر البحرية
رجع صدى أصدافها التي ما زالت ترتل همسات أطفال الشاطئ اللازوردي؟ وكيف تخزن صور البهية رائحة الإبحار
من شرايين الموج الذي لا يصدأ؟ وكيف تعود لينا من رحلة أناملها المبدعة إلى شباك البحارة تلملم من قعر انتظارات الصيادين أشكالا وألوانا تزخر بسمك يتكاثر؟ وبأي بهاء تصوغ لينا عقودها حول أعناق الجميلات”.
أضاف: “كيف لها كل ذلك لو لم يضنها الغرام بمدينة أيقونة ساحرة ومسحورة وهبت إبداع لينا التماع حلي تجسد التاريخ وتؤرخ الأجساد؟ معتبرا أن ” المدن العظيمة مجوهرات تزخر بزبد البحر وبحبال الشمس وبنواتئ صخور الشواطئ، فيها رياح تثاؤبات باكر الصباحات وتجدب صدف صور فوق رمال التاريخ، تختزن في قوقعة صمودها
أمام جحافل الصدأ حشرجات الأباطرة والملوك وقد تكسرت بلاهة أطماعهم على سورها البحري”.
وتساءل: “ماذا يبقى من حطام الغزاة أيها الإخوة؟ أنظروا إلى غزة اليوم تستمد عملقتها وصمودها من تعملق وصمود صور، غزة التي تتغلب فيها جثامين الأطفال على أقوى جيوش العالم، كلتاهما صور وغزة ترضع زبد المتوسط حليبا وتنام المدينتين على شاطئ يتلاطم مقاومة في لبنان ويفقش بطولة في فلسطين”.
وقال: ” تأملوا معي كيف تبقى الحصاة الصغيرة المرتمية على ضفاف خليج بحري على قيد الحياة وكيف يتحول السلاطين غبارا على ضفاف شواطئ الطغيان ويبقى البديع في الطبيعة والإبداع في الأنامل أكثر خلودا من صلافة السلاطين وجنون الربوبية”.
أضاف: ” أنظروا إلى أعمال لينا جودي كيف تتفوق منمنمات الأيقونة على نميم الطغاة وكيف يخلع الناووس كفن موته
ويخلد في عقد وسوار وخلخال وكيف تلتقي رائحة الملح بأونصة الذهب وكيف تتمشى فينيقيا على كورنيش صدور الحسناوات وكيف يخطب ملكارت ود الأرجوان وكيف يخرج الموركس من قعر البحار إلى قعر القلوب”.
وعن تجربة الفنانة قال: “مع لينا نحن أمام تجربة جديدة تستحق أن تتحول إلى مدرسة حلي فنحن نتعلم التاريخ في الكتب نحفظه عن ظهر قلب في حروبه ومحرابه في فتوحاته وفاتحيه، نمسرحه ونرقصه فإذا بنا نرتديه مع لينا
ونعلقه أقراطا ونرخيه عقودا، فكم جميل ان تصبح صور مدينة تلبس وتعلق قلادة وتتدور سورا سوارا وتهدل عقدا من عقود”.
وختم قائلا: “لينا فعلتها، أتاحت لنا رؤية مدننا العظيمة تبرق وتلمع وتخطف الأبصار.لينا جودي، جدت علينا أكملي معروفك وتجولي في كل ذرة من تراب لبنان ودعيها تلتمع التماع الرجاء وسط شحوب القلق والحياة وسط عويل الموت فيا أيتها المبدعة التي كتبت الذهب وذهبت الكتابة بإمثالك نواجه ثقافة الإنحطاط ونحيي حطامنا وننقذ الحضارة من أعداء الحضارة. وبعيدا جدا عن تشبيه المخلوق بالخالق نأمل أن نحمل في نطفنا حنينا يشدنا اليه
تيمنا بالآية الكريمة ” وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا “. لينا آمنت وحاولت ملكا فكان لها ذرة صغيرة من رجاء فحولت رميم الحجارة والحديد إلى ابتهالات رائعة تستحق منا كل الجميل للجمال الذي أبدعته”.