تشييع والد عقيص في رياق بمأتم رسمي.. ابراهيم: خدم بالقانون كل صاحب حق
ودعت بلدة رياق وعائلة عقيص والد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب القاضي جورج عقيص بمأتم رسمي وشعبي مهيب.
ترأس صلاة الجناز في كنيسة القديس جاوجيوس في رياق الفوقا، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، بمشاركة المطارنة جوزف معوض، انطونيوس الصوري، يوستينيوس بولس سفر، والمتروبوليت جورج حداد راعي أبرشية مرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك ولفيف من الإكليروس.
حضر الصلاة الجنائزية ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع النائب جورج عدوان، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل الوزير السابق ايلي ماروني، النواب: غادة أيوب، غياث يزبك، رازي الحاج، جهاد بقرادوني، سعيد الأسمر، ملحم خلف وسليم عون، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون قائد منطقة البقاع العسكرية العميد الركن روجيه لطوف، النواب السابقون: طوني ابو خاطر، ادي ابي اللمع وابراهيم عازار، ممثلة نقيب المحامين في بيروت فادي المصري المحامية مايا شهاب، ممثل مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري المقدم أحمد الميس، منسق “القوات اللبنانية” في زحلة آلان منير، ممثل رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون فارس شمعون، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل، مسؤولو الوحدات الحزبية في “القوات اللبنانية”، عائلة الفقيد وجمهور الأهل والأصدقاء.
ابراهيم
وقال المطران ابراهيم: “الحياة عندي هي المسيح، والموت ربح أيها الأحباء في المسيح، بهذه الآية من القديس بولس نستنتج أن بيننا اليوم رابح واحد هو إيلي جورج عقيص. نعم، هذا ما تقوله الآية من الرسالة إلى فيلبي 1: 21: الحياة عندي هي المسيح، والموت ربح. هل نفكر نحن أيضا أن الموت ربح؟ وكيف يكون الموت ربحا؟ هناك إجابة واحدة على هذا السؤال: الموت لا يمكن أن يكون ربحا إلا إذا آمنا أنه يقودنا الى الحياة، والحياة عندنا هي المسيح، والموت ربح”.
اضاف: “المؤمن لا يشتم من الموت إلا رائحة الحياة. لذلك قال قائل: “الموت صنو للحياة”، وبداية حياة الأرواح والنفوس الأبية. نحن نردد دون وعي أننا نحب حتى الموت، وكم حري بنا أن نقول إننا نموت حتى الحب. إن تحولات الموت الذي فيه على هذه الأرض نعيش تقودنا باستحقاق إلى الحياة التي لا تموت”.
وتابع: “الموت، أيها الأحباء، ليس إلا نشيدا يصدح في آذان الغافلين من أجل صحوة الحياة والسير في طريق القوة التي تحيينا إلى الأبد. لذا نجد القديسين يقدمون رغبة الموت على رغبة الحياة. ينضجون بالموت يوما بعد يوم إلى أن تقطفهم يد الحياة. لا قدرة ليد المنون على قطف أحد منا. هذه أوهام الضالين. نحن بالإيمان نمارس الموت كل يوم دون تصميم أو شهية إلى حين موعد الولادة والتجدد والانبعاث. ويبادرنا السؤال: كيف نكون مسيحيين ولم نمتلك بعد أدوات الحياة التي أهمها الموت؟”.
وقال: “إيلي جورج عقيص امتلك هذه الأداة. امتلك أداة الحياة التي هي الموت، ليزرع في تراب بقاعنا الخصب فينبت على ضريحه قمح الأرض الذي تحصده السماء. القيم النبيلة لا تموت، ونبتة الخلود لا تموت، والحنين الجارف للعودة إلى النور لا يموت. نحن فقط المائتون لأننا نحمل الموت في حقائبنا التي نتأبطها في أرض منفانا. أما إيلي فقد نسي ما وراءه ورحل إلى ما هو أمامه في رحاب الملكوت”.
اضاف: “ولد إيلي جورج عقيص في هذه البلدة العزيزة على قلبه رياق. لعب في ازقتها وترعرع بين أبنائها، وتربى فيها على الإيمان والأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة. انتمى إلى عائلة علم وانفتاح على الآخر: فيها الأطباء، والمهندسين، والمحامين، والصيادلة. عاش أصعب اللحظات خصوصا في زمن الحرب الأليمة ورفض ان يترك بلدته وبيته، بل كان ديناميكيا، فعمل مع المخلصين في بلدته الى تقريب وجهات النظر والمصالحة وتغليب لغة العقل والمنطق. درس عدة أجيال مواد التاريخ والجغرافيا والتربية في مدرسة القلبين الأقدسين في مدينة زحلة الراسية، وترك بصمة فريدة بين تلامذته وزملائه، أثرت فيهم لقربه منهم ومحبته لهم، وحفرت في وجدانهم أطيب الذكرى. كان في الوقت نفسه انسانا خلوقا وخدوما يعمل في عدة مؤسسات وجمعيات اجتماعية في رياق وزحلة والبقاع وكان في هذا الإطار يساعد دون مقابل متطوعا في هذه الجمعيات”.
وتابع: “في زمن الحرب استطاع ان يساعد أناسا كثيرين وكان الى جانبهم يعاونهم في تأمين حاجاتهم الاجتماعية والصحية والاستشفائية، وكم ساعد البقاع بالشؤون الإنمائية”.
وأردف: “باستحقاق الوظيفة العامة، عمل مستشارا لوزير الأشغال ممتهنا إيجاد الحلول في أوقات المآزق. خدم بالقانون كل صاحب حق بآدمية ملفتة ودون أي تمييز بين شخص وآخر. وناصر بتواضع وعدل المظلوم في زحلة والقرى المجاورة وسائر البقاع، ولسعة خبرته وحكمته وامانته عين خبير عقارات لدى الدولة. كانت عائلته هي مشروعه الأحب إلى قلبه واستثماره الوحيد، مانحا أبناءه، وأحفاده، المحبة والحكمة والحنان”.
وختم: “باسم صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوبى، وباسم سينودس كنيستنا الملكية الكاثوليكية، وباسم إخوتي أصحاب السيادة الحاضرين وقدس الآباء المشتركين معي في هذه الرتبة أعزي زوجة الفقيد السيدة مارسيل جوزف سمعان، كما أعزي ابنيه سعادة النائب جورج وعائلته، الصيدلي الدكتور داني وعائلته، وابنته دولي وعائلتها، وشقيقه إبراهيم وشقيقتيه حياة وأمال وعائلاتهم، وعموم الأقرباء والأصدقاء وكل الحاضرين، مصليا أن يمن الرب القدير عليهم بالمواساة. فلتكن ذكراه مباركة ومصدر إلهام لنا جميعا”.
وبعد الجناز ووري جثمان الفقيد في مدافن العائلة.
الرئيس ميقاتي
وكان الرئيس ميقاتي قدم واجب العزاء في صالون الكنيسة، قبل ظهر اليوم.